فواصل

بقلم الكاتبة : نجلاء عمر بصفر
ونقطة في آخر السطر فرقت، ونقطة بين الكلام في المعنى غيرت ، ونقطة من فوق الحرف سياق الحديث شرحت ورتبت وأخرى زاحمت الحديث فلم تبلي حسناً لبعض العلاقات من الفوضى أحدثت.
واكيد اكيد أن النقطة إذا حاصرتها.. على أصحابها تمردت.
تُراها تفرق تلك النقطة في أعمارنا تراها تفرق في علاقاتنا.. تراها تفرق تلك النقطة في تغيير أماكن الأشخاص ومكاناتهم.. نعم إنها تفرق.. فمن منا من لم تغير نقطة نهاية سطره مجرى حياته!!
فمع انتهاء فصلِ حكاية أرهقنا خريف تساقط علاقاتها.. يأتي هنا سطرُ جديد، تُراك ستكرر في فصلك الجديد نفس الخطأ.. نفس الطريقة.. حتماً ستتغير.. حتماً ستصنع منك تلك التجربة إنساناً آخر..
ففي الحياة فواصلُ تجبرنا بأن نتوقف، بل وتخبرنا أن النهايات واضحة فلما الفواصل والنقاط؟! فالفواصل وأنت تعرف النهايات حتماً متعبة، وحقاً هي خسارة لك. فعندما تخبرك الفواصل والنقاط النهايات حتماً يجبرك ذلك على التوقف. والرجوع . حتماً سيجبرك ذلك على الرحيل من ذلك المكان والذي أصبح ضجيجه أكثر من صوتك الداخلي وهدوئك النفسي.
عندما تدرك كل ذلك ستغادر أثنائها بلا عودة.. أثنائها لا الفواصل تجدي ولا نقاطُ التلويح تبدو لك مهمة..
المهم في لحظة الإدراك أن تنقذ ما تبقى لك من هدوئك واستقرارك الداخلي .
ودمتم بود



