مقالات

التربية بين الإفتخار وجلد الذات 

بقلم الكاتبة : رجاء الطويل

بقلم الكاتبة : رجاء الطويل

يرزقنا الله زينة الحياة الدنيا فنفرح ونسعد ونبتهج نحلم بهم ولهم نريد أن يكونوا ما أردناه ويحصلوا على ما لم نحصل عليه،نريدهم تحقيق لأحلامنا وأن نتجاوز بهم عن كل تجاربنا وأخطأنا، نريد أن نجنبهم السقوط والصعوبات ونذلل لهم الطريق الذي اخترناه لهم ،نريد أن نفخر بأنفسنا أنهم نتاج تربيتنا و صدى توجيهاتنا ونصائحنا أن نفتخر بإنجازاتهم التي أردناها لهم.ونشعر بالإحباط إن كان لهم توجه آخر ورؤية ومنظور مختلف.

نلوم أنفسنا ونجلد ذواتنا إن أخطأوا أو فشلوا ونعتقد أننا قصرنا بحقهم. ونتساءل

أين الخلل؟

مالذي كان يجب علي فعله ولم افعله؟

كيف أخطأت؟  ولمانفعلت؟

لماذا صمت؟لو عاقبت؟!.

ناسين أن الكمال ليس لنا وأننا نتعلم بقدر مانُعلم.

أن تربي طفلاً ليس عملاً عابراً بل رسالة تؤديها بروحك قبل كلماتك تزرع القيم وتروي الأحلام وتسهر علي التفاصيل أن تعتز بماضيك وتفخر بحاضرك وتدمج أصالة الأمس بحضارة اليوم في التربية وتحطم قالب الجمود.

فالتربيه التي لا تتجدد وتبقى محصورة في وجدنا أبائنا كذلك يفعلون تصبح عبئاً علي من نتولى رعايتهم فكل جيل يأتي بأسئلته الخاصة ولايليق أن نجيب بإجابات الأمس ذاتها.

ابناؤنا ليسوا ظلاً لرغباتنا ولا انعكاسات لأحلامنا أو تتمة لنقائِصنا بل هم مسؤلية مقدسة نُعدهم ليكونوا أحرار الفكر وسادة قراراتهم الخاصة نغرس فيهم الدين والقيم والمبادئ التي تصنع شخصية متزنة وتنبت جيل يفخر بدينه ويعتز بماضيه ويصلح حاضره ويؤسس لمستقبله.

أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم. أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم افكاراً خاصةً بهم.

“جبران خليل جبران”

وأخيراً التربية ليست فخراً بالنفس ولا جلداً للذات بل وعي ودعاء اجتهاد وتوكل ولتكن تربيتنا لأبنائنا عملاً صالحاً نرجو به وجهه الله لنحمده إن احسنوا ونستغفره إن قصرنا فهو وحده المربي الاول القادر أن يتم النعمة ويصلح الذرية

احفظهم لنا من زمن كل مافيه فتن واصنعهم علي عينك يا الله

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين”                                                                         الفرقان(74)

 

هل يستوون ؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى