أوراق في الذاكرة

بقلم الكاتبة : مرشدة يوسف فلمبان
ما أكثر الأحداث في الأزمنة المنسية التي توارت خلف متاهات الحياة.. وتكنولوجياتها.. والأحداث تلاحق بعضها في سباق مع الزمن.. ويصيب الإنسان شيء من المرار.. منها ما يُدفن بين أنقاض النسيان. ولكن ذاكرة الطفولة لا تنسى الوقائع.. سبحان الله.
ذكرت لنا إحدى الصديقات: مازلت أتذكر وأنا طفلة الرابعة أوراقاً مطوية ذابلة صفراء لا يُعرف محتواها إلا بفتح طياتها ورقة.. ورقة.. بدأ والدي يسرد حكايا الزمن الجميل لا تتكرر في هذا الزمن.. حكايا مشوقة لا ينفذها أناس هذا الزمن.. يقول رحمه الله حين تُقام حفلة عقد للقران، حيث التقط صوراً لها بكاميرا قديمة أحتفظ بها للذكرى، يستأجرون بواخر خاصة لهذه المناسبة. باخرتين يضعون فيهما أنواعاً من الفواكه المُؤَكْلَلَة بمادة لامعة في تلك الأيام، كالتفاح والبرتقال والموز والكمثرى.. ويضعون معها أغراضاً أخرى.. ويزينون البواخر بألوان من الزهور الصناعية آنذاك.. وشاهدت بين الباخرتين طائرة مزينة أيضاً.. وتذكرت حديث والدي، حيث أكمل حديث الذكريات بأن مع البواخر إضاءات جميلة تُضاء بالكيروسين، اثنان من الشباب يحملان ما يُسمى (أتريك).
وبالإضافة إلى كل ذلك، أطباق خشبية اسمها (مِعشَرة) كما ذكر لي الوالد، حيث يرصون عليها علب الحلوى الخاصة بالمِلكَة ليتم بعد ذلك توزيعها للحضور من الرجال..
بعدها تتعالى الزغاريد.. ومواويل المجسات.. وحينذاك، تَعُم الأجواء فرحة بهذا العرس التاريخي الرائع..
ذكريات هيجت شجوني.. ألهبت شوقي وأمنياتي لزمن عاش فيه آباؤنا بكل جمال الحياة ومتعة الروح!!!
Mrshdah@shafag-esa



