صايع محترم

بقلم : صدام حسين هزازي
شخصٌ ما اسمه ( س ) : على مشارف نهاية عقده الثاني أنهى الثانوية كما بدأها في الابتدائية وأتبعها بالمتوسطة بذات التفوق الدراسي وبنفس الشخصية ، من البيت إلى المدرسة ومن المسجد إلى المنزل ، لايرتبط بأحد ولا يخرج مع أحد ، لا يراه الكثير ولا يتعرف على الكثير ، نفس الأسرة ، نفس المدرسة ، نفس المجتمع .
والسؤال : إذا ما اعتبرنا تلك الأخيرة متغيرات وليست ثوابت ، ماهي ردة فعل صاحبنا ( س ) ؟! كيف سيتعايش مع المدرسة عندما تصبح جامعة ؟! والقرية مدينة ؟! والمجتمع ( سوشيال ميديا ) ؟! .
صاحبنا ( س ) من كلية طب إلى صيدلة إلى لغة انجليزية إلى محروم من الجامعة إلى مفصول .
في الحقيقة لا أريد أن أذكر التفاصيل فأكون ممن فتّش في الماضي أو ذكّر فقلّب المواجع . لكن ( س ) مثله ( أ ) و ( ص ) .
الأول كنا نسأله كم الساعة يرينا الساعة ولايتكلم من شدة الخجل ، والثاني لايفرق بين الشتيمة وغيرها ، والثالث حديثه بل همسه يثير الدهشة وهكذا هي القائمة .
لماذا عجز التفوق الدراسي أن يصنع لأيٍ منهم شخصية ثابتة لا تخلخلها المتغيرات ؟! لأن علم الأحياء أخفق في تحفيز هرمون التحدي لدى( س ) ! ، أم لأن الفيزياء فشلت أن توجد مجالاً كهرومغناطيسياً مع المجتمع لــ ( أ ) ! ، أم لأن ( ص ) جهازه المناعي أضعف مِن أن يصمد أمام المجتمع ! تغير فيزيائي فكيميائي حوّل سماعة الطبيب إلى أوفر أنغامي ، وعلبة الهندسة إلى بُكت مارلبورو ، بددت مشروع الطبيب الماهر إلى نائم تحت الغطاء وهائِم على الرصيف .
عندما نغفل عن القواعد القرآنية والسنن النبوية تصبح التربية اجتهاد ، قد تنجح هنا وتفشل هناك ، فالمجتمع هو الغريب بالنسبة لـ ( س ) وليس ( س ) هو الوافد الغريب بالنسبة للمجتمع ، ومن وجهة نظري الشخصية ( س ) افتقد لمؤسسةٍ تثقيفية تقوم على مربي يتسم بمزيج ثقافي من (صياعة واحترام) تُحَمِّل ( س ) مسؤولية مابداخل المنزل إلى درجة الاحترام ، وتُعلِّم ( س ) مابخارج المنزل إلى درجة الصياعة . فأن أعرف معنى الشتيمة لا يعني لفظها ، وأن أعرف صنف أو شكل المخدر لا يعني تعاطيها .
وعندما أقول ( صايع محترم ) أعني تَعليم وتعلّم الصياعة لاممارسة الصياعة ، وعن كيف وكيف ؟!أقول (كلٍ وشطارته) .



