القرارات الذكية تبدأ بفهم الأعمال والمخاطر

بقلم الكاتبة: حنان سالم باناصر
من أهم أسباب نجاح أو إخفاق المنظمات هو الاهتمام بتحليل الأعمال والتخطيط الجيد لإدارة المخاطر، ففهم البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، الثقافة المؤسسية، والتعامل الصحيح مع أصحاب المصلحة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في نتائج المشاريع ونجاح الأهداف. يعتمد تحليل الأعمال على دراسة العوامل الداخلية والخارجية للمنظمة، الثقافة المؤسسية، وأصحاب المصلحة، ومن أهم النقاط في هذا التحليل تصنيف أصحاب المصلحة ومعرفة كيفية التعامل مع كل فئة بطريقة مناسبة، لأن إهمال هذا التصنيف قد يؤدي إلى تأثير سلبي كبير على نجاح المشاريع. وتعد مصفوفة القوة والمصلحة Power/Interest Matrix أداة مهمة لإدارة أصحاب المصلحة، حيث تصنف الجهات المؤثرة في أي مشروع على أساس مستويين: قوة التأثير ومدى الاهتمام أو المصلحة، بهدف تحديد من يجب التركيز عليهم وكيفية إدارة العلاقة معهم بشكل فعّال، فالفئات الأربع تشمل: أصحاب قوة عالية ومصلحة عالية يجب إدارتهم عن قرب، وأصحاب قوة عالية ومصلحة منخفضة يجب المحافظة على رضاهم، وأصحاب قوة منخفضة ومصلحة عالية يجب إبقاؤهم مشاركين ومطلعين، أما أصحاب القوة والمصلحة المنخفضة فتتطلب متابعة بسيطة. ويرتبط تحليل الأعمال ارتباطًا وثيقًا بإدارة المخاطر، فكل مشروع يحتاج إلى تحليل مخاطر مخصص، والربط بين التحليل وإدارة المخاطر يدعم اتخاذ القرارات بشكل أفضل، ويزيد من جودة القرارات والمساءلة، كما يسهم في الاكتشاف المبكر للمشكلات وتقليل احتمالية المخاطر، بما يعزز فرص نجاح المشروع وتحقيق أهداف المنظمة. إن المنظمات التي تتقن فهم أعمالها، وتصنيف أصحاب المصلحة، وتخطط لإدارة المخاطر بذكاء، ليست فقط أكثر قدرة على مواجهة التحديات، بل تصبح قادرة على تحويل المخاطر إلى فرص، وتحويل الرؤية إلى واقع ملموس، فتثبت أن النجاح ليس صدفة، بل نتيجة استراتيجية واضحة ومدروسة بعناية



