النعم في السعودية

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة ، والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله ، وصحبه ، ثمَّ أمَّا بعد :
أخي القارئ الكريم : إنَّ الله تبارك وتعالى أغدق علينا بالنعم الكثيرة في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية ؛ فيُشكر اللهُ عليها ، ثم يُشكر ولاة أمرنا الذين تسببوا فيها ، وساهموا في الحفاظ عليها .
ومن أعظم هذه النعم العناية بنشر العقيدة الصحيحة في ديارها ، منذ تأسست هذه البلاد ؛ فلا نرى فيها ولله الحمد والمنة شركاً ظاهراً ، ولا بدعاً معلنةً محدثة يُتقرب لله بها ؛ في بلادنا السعودية تنشر في مدارسها وجامعاتها ومساجدها عقيدة أهل السنة والجماعة ، ويعان فيها العلماء والدعاة إلى الله على نشر هذا الدين الإسلامي عقيدةً ، وشريعةً ، وأخلاقاً ، وسلوكاً في داخل بلادنا وخارجها .
في بلادنا السعودية تُعمَّر فيها بيوت الله حسَّاً ومعنى ، وللحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أوفر الحظ والنصيبٌ في ذلك .
في بلادنا السعودية يؤخذ على يد الظالم ، فليس لأهل الفساد فيها مكاناً ولا مكانةً ، فالحق فيها منصور ، والشر فيها مبتور ، ولله الحمد والمنة .
ومن النعم التي تذكر فتشكر نعمة الأمن في ربوع بلادنا السعودية ؛ يأمن فيها المواطن والمقيم على دينه ، وماله ، وعرضه ، ودمــــــــــه ، وصدق الله تعــــــالى إذ يقول : ( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) ( البقرة : 126 ) وقال تعالى : ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) ( قريش 3 – 4 ) وقال صلى الله عليه وسلم : { مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ } أي في نفسه { مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا } رواه البخاري في الأدب المفرد ، وحسنه الألباني فيه برقم 230 .
ومن النعم التي جعلها الله في هذه البلاد منذ توحيدها في دورها الثالث – على يد جلالة الملك الراحل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله من كلِّ شرٍّ ومكروه – نعمة اتحاد الصف ، واجتماع الكلمة على الحق والتقوى فيها بين الراعي والرعية ؛ والرعية بعضهم مع بعض ، وصدق الله تعالى إذ يقول : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْـــتَدُونَ ) ( آل عمران : 103 ) وقــــــال صلى الله عليـــــــه وسلــــــــم : { مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ ، فَاقْتُلُوهُ } رواه مسلم في صحيحه ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : { ثَلَاثٌ لَا يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ } رواه ابن حبان في صحيحه ، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان .
وكم هي النعم الكثيرة التي لا تعد ، ولا تحصر في بلادنا السعودية ، ذكرت بعضها دلالةً على غيرها ، وصدق الله تعالى إذ يقول : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) ( إبراهيم : ٧ ) وقال تعالى : ( وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )( إبراهيم : ٣٤ ) .
معاشر القراء : لنسع جميعاً في بناء أوطاننا التي نعيش فيها بالالتزام فيها بشرع الله ، والسمع والطاعة لولاة أمورنا فيها بالمعروف ، وقيام كل واحدٍ بمسؤوليته ، والوقوف معهم جنباً إلى جنب ضد كل مفسد خوان يسعى في أرضنا وسمائنا بالشر والفساد ، وتربية أبنائنا وبناتنا وأهلينا وأحبابنا على محبة الوطن ، ومحبة ولاة أمره حفظهم الله لكل خير ورشاد ، والحفاظ على مقدرات الوطن ، والخيرات في أرجائه ؛ والمساهمة في بناء الوطن واستقراره ، ليكون عزيزاً شامخاً بين الدول والشعوب ؛ اللهم آمنا في أوطاننا ، واحفظ أئمتنا ، وولاة أمورنا ، ورجال أمننا المخلصين ، وأدم علينا خيراتك ونعمك علينا ، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين ، وألبسه لباس الصحة والعافية يا أرحم الراحمين ، وأعنه بولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لما تحبه وترضاه يا رب العالمين ، وسائر الوزراء والأمراء والمسؤولين لما فيه صلاح العباد والبلاد واستقرارها يا أرحم الراحمين ، اللهم اكف بلادنا السعودية شر أعدائها المتربصين بأمنها والخيرات في أرجاءها يا قوي يا عزيز وسائر أوطان المسلمين إنَّك أنت القوي العزيز , وآتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ؛
اللهم آمين .



