المهرجان القومي للمسرح المصري: جهود جبارة تكسر الحواجز وتضيء المسرح في كل مصر!
صموئيل نبيل أديب
في تحدٍ غير مسبوق للنمطية، وتعبيرًا عن الجهد المضني والرؤية الثاقبة، أعلنت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، عن نقلة نوعية في تاريخ المهرجان. فالدورة الثامنة عشرة، التي تأتي بدعم لا يتزعزع من وزارة الثقافة المصرية بقيادة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، ستشهد للمرة الأولى خروج فعاليات المهرجان عن أسوار القاهرة، لتصدح أصوات المسرح في كل محافظات مصر، تحت شعارها الملهم: “المهرجان في كل مصر”.
هذه الخطوة الطموحة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج عمل دؤوب وتخطيط محكم يهدف إلى كسر مركزية الفعل الثقافي، وتوفير المسرح كحق أصيل لكل مواطن مصري. إنها سعي حثيث للوصول إلى مناطق طالما ظلت محرومة من فرص متكافئة للاستمتاع بالفعاليات الثقافية الكبرى. هذا الإنجاز الكبير يتم بالتعاون الفعّال مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، مما يؤكد على تضافر الجهود لخدمة قضية الفن والثقافة.
لقد تم اختيار أربع محافظات رئيسية لتمثل أقاليم مصر الجغرافية بعناية فائقة: أسيوط للوجه القبلي، الإسكندرية للوجه البحري، طنطا بقلب الدلتا، وبورسعيد لإقليم القناة. ستنطلق هذه الفعاليات قبل بدء المهرجان رسميًا في القاهرة، وستتضمن عروضًا مسرحية فائزة من الدورة السابعة عشرة، وورشًا فنية متخصصة، وندوات نقدية عميقة، وماستر كلاس مع نخبة من ألمع المخرجين والفنانين، في برنامج فني وتوعوي شامل.
الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، يؤكد أن هذه الخطوة تجسد الجهد الجبار المبذول لتحقيق هدف استراتيجي للمهرجان: ترسيخ مفهوم العدالة الثقافية وإيصال المنتج المسرحي إلى كل بقعة في الوطن. ويصرح رياض بكلمات تبرز الإيمان الراسخ والعزيمة القوية لفريق العمل: “نحن نؤمن أن المسرح ليس حكرًا على العاصمة، بل هو رسالة اجتماعية وفكرية لابد أن تصل إلى كل فئات المجتمع، ومن هنا جاءت فكرة التوسع الجغرافي التي نبدأ تنفيذها في هذه الدورة، على أن تستمر وتتسع في السنوات المقبلة.”
مع قرب الإعلان عن مواعيد العروض وتفاصيل الورش والفعاليات في المحافظات الأربع، يترقب الجميع الانطلاقة الرسمية للدورة الثامنة عشرة من المهرجان في القاهرة. إنها شهادة حية على الإصرار والتفاني الذي يبذله القائمون على المهرجان ليضيئوا المسرح في كل ربوع مصر.
