يوم فشل سعيد

د. رغدة الإدريسي
صادف أمس الثالث عشر من أكتوبر اليوم العالمي للفشل، وقد نشأ هذا اليوم في فنلندا عام 2010، وكان الهدف منه تغيير النظرة السلبية تجاه الفشل، وتعزيز مفهوم أن الفشل جزء طبيعي من عملية التعلم والابتكار والنجاح.
ويسرني في هذا اليوم الهام، أن أهنئ كل من فشل يوما في طريق النجاح الطويل، ومع تقدم العمر وزيادة الخبرة، نوقن أن الفشل جزء لا بد منه في النجاح، وبتصالحك مع هذه الحقيقة، وتوقعك لها، تزيد من فرص نجاحك في كل ما تتعلمه، أو تريد أن تتعلمه.
وإذا علمت أن الفشل لا بد منه في البدايات، فستتقبل شربك مياه المسبح عدة مرات في بداية تعلمك السباحة بصدر رحب، وستهيئ مشروعك التجاري لهامش خسارة متوقع في بدايته، وستقول لنفسك سأبدا من اليوم ليتسنى لي الفشل عدة مرات قبل تحقيق الهدف بتاريخ كذا، وهكذا، لا بد من الفشل عدة مرات قبل تحقيق النجاح.
وما أجمل قول إديسون الذي فشل عدة سنوات و بعد مئات التجارب، اكتشف الخيط الصحيح لتشغيل المصباح، فقال : لم أفشل، ولكن اكتشف 10000 طريقة لا تعمل.
وقد اطلعت على سير كثير من الناجحين والناجحات اليوم، والمعروفين بتجارتهم وثرواتهم الهائلة، كالشيخ الراجحي، وستيف جوبز، وتاجرات سعوديات، فما وجدت واحدا منهم يقول نجحت في سنة ولا اثنتين ولا ثلاث، وكان متوسط نجاحهم وتحقيق أرباح مشاريعهم 15 سنة، وكلهم تعرضوا خلال ذلك لخسارات كبيرة، نهضوا منها وبدأوا من جديد، وهذه رسالة هامة للشباب الحالمين بمشاريع الثراء السريع، والتي تبوء كلها بفشل أليم ، لا طائل منه إلا أن يتخذوه درسا لتعلم أنه لانجاح بلا تعب وعرق ودموع وسنوات من الجهد، ويتخذوا منه سلما للصعود إلى أهدافهم.
وأحب أن أقول لكل من فشل عدة مرات ويئس من تحقيق ما يرنو إليه: لاتيأس، لقد اقتربت، قم وحاول مرات أُخَر، ولا تنس احتساب الأجر، واعلم أنه بقدر مرات فشلك وصعوبة محاولاتك، ستكون لذة نجاحك ووصولك مضاعفة، فالفشل يجعل النجاح أكثر لذة ومتعة، سيكون نجاحك عزيزا على قلبك، تفخر به نفسك، تفيض بحلاوته روحك، عندما تفشل كثيرا دون أن تيأس، وتحقق هدفك بعد صعاب وصراع، لتنجح وأنت تستعرض بفخر شريط الكفاح الذي كافحته، وتقول: لقد نجحت لأني فشلت فصبرت وطورت وحاولت فوصلت.
اللهم نجاحا وتوفيقا وبركة وقوة وصبرا لنا ولكل القراء.



