أطروحة دكتوراه بجامعة منوبة توثّق تجربة السفارات العُمانية في الدبلوماسية الرقمية

متابعة : ماجد المحرزي
ناقش الباحث محمد بن سالم السعدي أطروحة الدكتوراه بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بجامعة منوبة في الجمهورية التونسية، والتي تناولت موضوع الدبلوماسية الرقمية العُمانية واستخدام السفارات العُمانية لمنصات التواصل الاجتماعي – منصة (X) أنموذجًا، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العمل الدبلوماسي في البيئة الرقمية. وهدفت الأطروحة إلى دراسة أنماط توظيف السفارات العُمانية لمنصة (X) في إيصال الرسائل الدبلوماسية، وقياس فاعلية هذا الحضور الرقمي في دعم توجهات السياسة الخارجية للسلطنة، من خلال اعتماد منهج بحثي مختلط جمع بين تحليل مضمون التغريدات، واستبيان ميداني استهدف الجمهور، إلى جانب مقابلات نوعية مع دبلوماسيين وخبراء في الاتصال السياسي.
وتناولت الدراسة الإطار النظري للدبلوماسية الرقمية ومسار تطورها عالميًا، مع تسليط الضوء على خصوصية التجربة العُمانية القائمة على مبادئ الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة. كما حللت محتوى آلاف التغريدات الصادرة عن حسابات عدد من السفارات العُمانية في عواصم مختلفة، من بينها تونس والرياض ولندن وواشنطن، للكشف عن طبيعة الخطاب الدبلوماسي، والموضوعات الأكثر تداولًا، ومستويات التفاعل الرقمي. وأظهرت نتائج الأطروحة هيمنة الطابع الإخباري الرسمي على الخطاب الدبلوماسي الرقمي، مع تركيز أكبر على الموضوعات السياسية مقارنة بالجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إلى جانب تفاوت ملحوظ في معدلات التفاعل بين حسابات السفارات، بما يعكس اختلاف أساليب الإدارة الرقمية وغياب استراتيجية موحّدة.كما بيّنت نتائج الاستبيان اعتماد شريحة من الجمهور على منصة (X) لمتابعة أخبار وأنشطة السفارات، مع تسجيل مستويات ثقة متوسطة إلى مرتفعة في المحتوى المنشور، مقابل محدودية التفاعل المباشر. وأكدت المقابلات النوعية إدراك الدبلوماسيين لأهمية الدبلوماسية الرقمية، مع التأكيد على الحاجة إلى تطوير المهارات الرقمية وبناء أطر تنظيمية أكثر وضوحًا. وقدّمت الأطروحة جملة من التوصيات، من أبرزها الدعوة إلى صياغة استراتيجية مؤسسية شاملة للدبلوماسية الرقمية العُمانية، وتعزيز الطابع التفاعلي للخطاب الرقمي بما ينسجم مع ثوابت السياسة الخارجية للسلطنة، وفتح مجالات بحثية مستقبلية لدراسة أثر الخطاب الدبلوماسي الرقمي في تشكيل الصورة الذهنية وصناعة الرأي العام. وحازت الأطروحة على تقدير (مشرف جدًا)، وهو أعلى تقدير أكاديمي في الجمهورية التونسية، وجرت مناقشتها تحت إشراف البروفيسور الصادق الحمّامي، مدير معهد الصحافة وعلوم الأخبار، لتُعد إضافة علمية نوعية في مجال دراسات الإعلام والاتصال السياسي، وتوثيقًا أكاديميًا للتجربة العُمانية في الدبلوماسية الرقمية.



