24 ساعة لماذا ينجح البعض ويفشل اخرون؟

بقلم الكاتبة: رجاء الطويل
الوقت ليست تلك الساعة التي التي تزين جدراننا أو نتباهى بها على معصمنا إنه أنفاس ما إن تخرج لن تعود أبداً.
كالماء يتسرب من بين أصابعنا دون أن نشعر إلى أن نستفيق وقد ذهبت معه أعمارنا.
أتعجب حقاً ممن يتذرع بضيق الوقت فالوقت لا يضيق ولا يتسع ،لا يقل ولا يكثر.
تذكرت صديقة اعتزلت مواقع التواصل الإجتماعي عدة أشهر دعتنا بعدها لحفل في منزلها لأنها ختمت القران حفظاً .عدة أشهر فقط من الإنقطاع عن كل شئ إلا هدفها صنعت لها مجداً يبقى عمراً.
هكذا هو الوقت يمر علي الجميع بنفس القدر لكن البعض يستثمره والآخر يضيعه وكم من أوقات ضاعت في زحمة السير وطوابير الإنتظار فهل أحسنا استغلالها وعلي حسب الإجابة يتبين الفرق بين الواعي الذي يحسن استثمار اللحظات فيبني سنوات من التقدم والإنجاز وبين من يبددها.
إن جزء من الثانيه قد يغير مجرى التاريخ و خارطة العالم
زلزال يغير معالم مدينة في لحظه،أمم تباد و حضارات تموت.
دول تنهض وتتفوق ومجتمعات تقبع في فقرها وجهلها والفرق حسن إدارة الوقت والإستفاده القصوى منه.
كفانا تشتيتاً لعقولنا بمشاعر كثيرة متسارعة ومتناقضه تفوق قدرة العقل علي استيعابها بضغطه إصبع ،بلمسة زر نفرح ونحزن نبكي ونضحك نسمع أخباراً هنا وأهوالاً هناك .
تبديد للوقت وتشتيت للعقل واختلاط للمشاعر حلقة مفرغه مغلقه ندور داخلها بلا هدف نضيع الثانية وراء الأخرى في أشياء لا فائدة منها تاركين أمور لو صرفنا عليها نصف هذا الوقت لكان مكسبنا أكبر.
لنخرج انفسنا من هذه الحلقة ونقف ونتساءل
ما المفروض الذي يجب أن نفعله الأن و نؤجله؟
ما الأشياء التي تسعدنا لو فعلناها؟
مالذي يعود علينا بالنفع اليوم وغداً وبعد شهر؟
القيمة الحقيقية للوقت تأتي من الأمور التي نستغله بها ولن نعرف قيمته إلا حين نري نتيجة الساعة والساعتين من التركيز علي الهدف فالإنجاز لا يحتاج عمراً طويلاً بل تركيز وصبر.
القانون في الطب لم يستغرق ابن سينا ألف عام لتأليفه وقانون الجاذبية اكتشفه نيوتن بعد عام من العزلة.
الأربع وعشرون ساعة نفسها لكنهم أحسنوا استغلالها
وأخيراً الوقت ثقافة يجب أن تدرس وتعمم وترسخ في ذهن النشء فما مضى لن يعود وما ضاع لن يعوض.
ويبقى السؤال ..
هل تستطيع عزل نفسك عن كل الملهيات حولك وتمنح قلبك وعقلك فرصة التركيز علي ما ينفع؟
هل ستجد الوقت ؟ أم يومك أقل من أربع وعشرين ساعة؟!



