مقالات

مكانة المعلم

بقلم / آمنة الحسيني

بقلم / آمنة الحسيني

للمعلم مكانة رفيعة في قلوبنا، فهو القدوة التي نحتذي بها، والنور الذي يضيء لنا دروب العلم والمعرفة. ما زلت أتذكر مراحل تعليمي المختلفة، من المدرسة حتى الجامعة، وكيف كانت مشاعر الفرح والاحترام تغمرنا عندما نرى معلمينا خارج القاعة الدراسية، لما لهم من تقدير خاص ومكانة مميزة في نفوسنا.

كنت أرى في معلمتي الجمال الحقيقي للمهنة، ذلك الترابط الإنساني الذي يجعلني أحب المادة أكثر بفضل أسلوبها وحسن تعاملها. إن حسن تعامل المعلم والمعلمة مع الطلاب والطالبات يصنع فارقًا كبيرًا، فهو يجعل المدرسة بيئة محببة، والمادة الدراسية تجربة ممتعة.

قد يكون الواقع اليوم مختلفًا بعض الشيء بسبب التطور التكنولوجي، إلا أن هناك دائمًا طرقًا لاحتواء الطلاب والطالبات. فكل إنسان يحمل في داخله مفتاحًا للخير، ودور المعلم هو اكتشاف هذا المفتاح ومساعدة الطالب على فتحه.
وعندما تظهر بعض الحالات السلوكية أو حالات التمرد، فإن التعامل معها لا يكون بالقسوة، بل بالحكمة والمحبة، لأن الأجيال الجديدة تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية كثيرة تؤثر في سلوكها.

كما أوجه رسالتي إلى الأسر وأولياء الأمور:
علّموا أبناءكم منذ الصغر احترام المعلم والمعلمة، وازرعوا فيهم القناعة بأنهم لا يقومون بأي عمل داخل الفصل إلا بإذن المعلم، كما كنا نفعل في السابق. فبهذا ينشأ الطفل على تقدير مكانة المعلم، باعتباره الشخص الثاني بعد والديه في الاحترام.

وعلّموا أبناءكم أن كل نجاح في الحياة، وكل منصب يُنال، يقف خلفه معلم أعطى وأخلص، فحين يسأل الطفل: “ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟” ويجيب: “أريد أن أكون طبيبًا”، فلنذكّره بأن الفضل بعد الله يعود إلى المعلم.

وفق الله جميع المعلمين والمعلمات، فهم بناة العقول وصناع الأجيال، ومهما تغيّر الزمن ستبقى مكانتهم شامخة في نفوسنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى