نلمسها ولا نلمسها !

بقلم :د. ابتهال بنت حسن عزوز
لا أستطيع الكتابة إلا قليلا!
أعلنت أعصاب يميني تمردها وخزا وخدرا فهي تأبى أن تعالج مقبضًا أو مقودًا أو محبرة
أو حتى ملعقة !..
وانتفضت أوتار أناملي ثائرة علي أيضًا ..!
لعلي أجحفت بحقهم،لذا كانت موجدتهم علي كبيرة! فآواهم الطبيب إلى ركن شديد بعد الله
جبيرة تقويمية ، علاج فيزيائي ، الراحة التامة ..
لا بأس والحمد لله
استعملت يسراي، فإذا بإبهامها يغير من أخيه ..!!
والله المستعان.
إنّ أقسى ما يؤلم الكاتب
لا أن يجف قلمه، ولا أن يذبل ورقه!
بل أنْ تنحشر أفكاره، وتتراكم عواطفه
محتجزة على فوهة روحه دون أن يحررها
في خاطرة أو مقال أو رسالة “واتسية” اعتاد أن يرسلها إلى الخواص .
ويشبه الكاتب ..
ذلك الرسام الذي آب إلى فنه بعد سنين، فهو مولع ٌ ببث أحاسيسه ..
في ألوان يمزجها
وتواليف يشكلها
وقد بلغت به الحماسة أن ملأ سلة تسوّقه الرقمية ألواحًا وأنابيب ومداعك وفراشيّ كثيرة
فهو يرجو أن يتباطأ بها مندوب التوصيل
رجاء أن يَفُك طردَه بعد أن يُفَك كَفُه!!!
دعك من الكاتب والرسام..
إن معاناتهما تتضاءل أمام حيلة الأم مع فلذاتها ..
فهذا يريد منها أن تطعمه، أو أن يمسك يدها إلى أن ينام، وهذه تريد منها أن تصفف حرائرها جديلتين، وهذه تأبى إلا أن تغلق لها أمها أزرار قميصها..!!
ويمناها واهنة، ويسراها خائنة !
والحال: لازم أنت يا ماما
إنْ قرأت مقالي هذا، المحرر ببنان سليم بفضل الله..فتَنَــبّه إلى أن مصافحتك .. وإمساكك الشيء ..
وتسخير يديك في وضوئك وصلاتك ورفعك كفيك لتدعو، وتقليب صفحات مصحفك..
رخاءٌ عظيم..
ونعيمُ فياض..
ورفاهية مطلقة ..
وهي من جملة النعم التي نلمسها ولا نلمسها !
فاللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.. ﴿ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾ [النمل: ١٩]



