الأدب والشعر

من أجلك.. حبيبتي

بقلم : الكاتبة مرشدة يوسف فلمبان

بقلم : الكاتبة مرشدة يوسف فلمبان

قالت تخاطبه بحرقةٍ، وهو ينوي الهجرة هروبًا من متاعب الحياة، وضجيج الغلاء الفاحش، والأمور المعيشية الصعبة.

براتبه الضئيل يستجمع قواه مقهورًا، وهو يجهّز حقيبة السفر، ويرتدي معطف الرحيل، وعيناه تغرقهما سيولٌ من الدموع تنهمر مدرارًا، وهي تتوسّل إليه بأن يبقى من أجلها.

ظنًّا منه أنه حين يغادر وطنه مهاجرًا إلى وطنٍ غير وطنه، ربما ينعم ببعض التسهيلات،

ولكنه لم يعلم أن له شرف الفخر بانتمائه إلى عظمة وطنه وطُهر ترابه.

كفكف دموعه حين ربتت رفيقةُ عمره على كتفيه قائلةً:

«أرجوك، لا ترحل.. أنت تعلم أنك شمسي ونهاري الجميل،

وأنت ظلّي في صباحاتي وأمسياتي وليالي سهري.

أنت قوتي وعزمي، أرضي ووطني،

أنت دولتي، وعيناك عاصمتي.

لو تدرك بأنك واحتي التي ألجأ إليها وقت تعبي،

وحديقتي التي تفيض بألوان الزهور وعبق العطور.

أنت حقيقتي الرائعة، وفخامة جوهري،

يا ألحاني وفني، وسمفونيتي التي أشدو بها في صحوتي وغفوتي.

ألا تعلم أنك سلبت تفاصيل حياتي ونبض قلبي، لأنك نبضي؟

لن يخفق قلبي لأحدٍ سواك.

فلتبكِ كلّ عيون الدنيا، ولا تبكِ عيناك،

لا تستحق الدنيا ذرف الدموع.

سأفجّر براكين الكون ثورةً من أجلك،

لتبقى أنت سلطان مملكتي المتواضعة.

ابقَ لأجل قلبي الذي تجددت دقّاته بعد حرمانٍ وجمود.»

ثم أسمعته ترنيمةً يحبها: يا حبيبي مين أنا ولا إنت مين؟ ولا إحنا فين يا حبيبي؟

عيش معايا بعيد عن الدنيا معايا..

تراخى عزمه عن المغادرة، وتلاشى إصراره على

الرحيل، فبقي من أجلها.. ولها!!!

 

المملكة.. في سطور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى