مقالات

أتصبرون

بقلم الكاتبة :رجاء الطويل

بقلم الكاتبة :رجاء الطويل

أتصبرون على البلاء واختبار الأرواح بالأرواح؟

يمر بنا البلاء في صور مألوفه مرض،  فقد ، فقر وباء

فنستعيذ من البلاء ونرفع أكف الدعاء،  لكن هناك نوع آخر من البلاء أشد وقعاً وأخفى اثراً

إنه البلاء بالبشر

البلاء في من نحب ومن يفترض أنهم الأقرب فإذا بهم الأبعد أن نُبتلى بقريب سيء الظن، أو زوج غليظ القلب ،أو ابن لايعرف للبر طريق ،أم قاسيه أو أب، أن نُبتلى بمن يسيء إلينا ويتفنن في جرحنا، نُبتلى فيمن ظنناهم ملجئنا فإذا بهم محنتنا.

وهنا تهمس في روحنا أسئله لماذا ولدت لهذه العائلة؟ لماذا هذا الزوج، هذه البيئة، هذا الظلم؟

هل هو عبث أم هناك حكمة؟ هل هو صدفة أم امتحان إلهي؟

لاشيء عبثي في كون يخضع لتدبير الحكيم العليم 

فكل شخص في حياتنا هو جزء من ابتلاء دقيق واختبار خاص فمنهم من يكشف صبرنا ومنهم من يختبر عفونا ومنهم من يعري مدى صدقنا مع الله حتى النعم التي تحيط بنا قد تكون امتحان متقن .

التعلق الزائد بمن نحب أكثر من تعلقنا بالله ،القلق علي أبناءنا حتى نسينا التوكل علي الله ، البيت الجميل،الطفل الصغير،الشهادة الجامعيه، والمرتبة العلميه ،أمور تشغلنا عن الصلاة أو تشتتنا.

فالبلاء لايكون دوماً سوطاً علي ظهورنا،بل قد يكون وسادة ناعمة تغرقنا في الغفلة.

أنصبر أم نجزع؟ أنخالط أم نعتزل؟ أنهرب أم نتحمل ؟

لاتوجد إجابة واحدة فالابتلاء شخصي والحلول نسبية ، لكن لاتسمح لأحد أن يسلبك كرامتك بأسم الصبرولا تعتقد أن الانعزال ضعف والاستسلام صبروالسكوت عن المهانة عفو والإفراط والتعلق حب

ليس بأيدينا إختيار البلاء ولكن بإمكاننا أن نقرر كيف نتعامل معه ، فلعل من ظلمنا سبباً في رفع درجاتنا ومن يسيء إلينا وسيلة لمغفرة عظيمة ومايتعبنا في الدنيا أقصر طريق للجنة

فكل شخص في حياتنا ليس مجرد إسم في ذاكرتنا بل مرآة لدواخلنا نصقل بها أنفسنا أو ننكسر أمامها

‏وفي النهاية ما من جرح إلا ويحمل رسالة وما من محنة إلا وفي طياتها منحة فالثقة بالله لا تعني غياب الألم بل تعني اليقين أن خلف كل ألم حكمة ومع كل فقد لطف وبعد كل كسر جبر

‏وفي الرضا تسكن النفس وفي التسليم يكمن السلام 

ف ( أتصبرون).. الفرقان(20)

 

الصوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى