مقالات

يوم المعلم… رسالة حياة ومكانة سامية

بقلم : حنان سالم باناصر 

بقلم : حنان سالم باناصر 

يوم المعلم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو لحظة وفاء وعرفان لكل من حمل على عاتقه رسالة العلم والتربية، وغرس في العقول والنفوس معاني الخير والنور. فالمعلم ليس ناقلًا للمعرفة فحسب، بل هو صانع الإنسان، ومهندس الفكر، وباني الأجيال. مكانته سامية، لا تعلوها مكانة بعد الأنبياء، فهو من يشعل شمعة العلم في عقولنا، ويزرع القيم في قلوبنا. وإن أمة تُكرّم معلمها، هي أمة تُكرّم نفسها، لأن نهضتها تبدأ من فصلٍ دراسي، ومن قلبٍ مخلص يؤمن برسالة التعليم.

التعليم في جوهره ليس تلقينًا للمعلومات، بل هو تربية قبل أن يكون تعليماً. فالمعلم الحقيقي لا يكتفي بشرح الدروس، بل يزرع في طلابه حبّ القيم، والانضباط، والإبداع، والإحسان. فالتربية هي الأصل الذي يقوم عليه صرح العلم، وهي الجذر الذي يمنح المعرفة ثمارها ومعناها.

المعلم هو القدوة التي نستلهم منها سلوكنا، ونقتدي بها في حياتنا. وليس المعلم فقط من يمتهن مهنة التعليم، فالمعلم الأول في حياة البشرية هو رسولنا الكريم ﷺ، الذي علّمنا الدين والأخلاق والمبادئ، فكان المعلم الأعظم، والقدوة الأسمى، والنور الذي اهتدينا بهديِه.

وقد يكون المعلم قائدًا ملهِمًا، يزرع في نفوس من حوله الثقة والمسؤولية، ويصنع بعده قيادات الصف الثاني. هو من يعلّمنا كل يوم معنى القيادة الحقيقية، وفهم أنماط المرؤوسين، وكيف نقودهم نحو الهدف المشترك. وأحمد الله أن رزقني في مسيرتي قائدًا معلمًا، كان نوره دليلاً، وصوته تشجيعًا، وفكره إلهامًا، والتي لا أنسى فضلها عليّ في صناعة القيادة داخلي، وفي صقل شخصيتي القيادية بما أتاح لي من توجيه ودعم وثقة.

ولن ننسى أن أول معلم في حياة كل إنسان هو الوالدان. أبي، أول معلم في حياتي، علّمني دروس الحياة قبل الحروف، وغرس فينا حب الاقتصاد، والادخار، والاستثمار، وفنون الحياة التي أصبحت زادنا اليوم. وأمي، من تعلّمت منها معنى الأدب، وأساس الأخلاق، وجمال التربية. فلهما الفضل الأول في كل نجاح أبلغه، وفي كل قيمة أسير بها في طريق الحياة.

وفي يوم المعلم، نقف إجلالًا لكل من علّمنا، ووجّهنا، وكان لنا نبراسًا أضاء الطريق. فكل من أهدانا علمًا أو نصيحة أو قدوة، هو معلم يستحق الشكر والاحترام. فشكرًا لكل معلمٍ آمن برسالته، وجعل من العلم رسالةً للخير والبناء، ومن العطاء طريقًا يخلّد الأثر ويصنع المستقبل.

 

الأستاذة حنان سالم باناصر تُكرَّم بلقب “سفيرة السلام” من أكاديمية مملكة المرأة العربية للسلام وحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى