“التجارب الجديدة… استثمارك الحقيقي في مسيرتك المهنية “


مي عليان العليان
هل لاحظت يومًا أن المهمة التي كُلّفت بها خارج وصفك الوظيفي منحتك خبرة لم تكن تخطر على بالك؟ هذه المواقف ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي فرص ذهبية توسّع آفاقك المهنية وتجعلك أكثر استعدادًا للتحديات المقبلة.
اليوم، بيئات العمل تتغير بسرعة. الاقتصار على أداء المهام الروتينية قد يضمن لك الاستقرار، لكنه لا يمنحك التطور الحقيقي. بينما الموظف الذي يخوض تجربة جديدة – كالمشاركة في مشروع غير مألوف أو التعاون مع فريق من تخصص مختلف – يكتسب مرونة أكبر، ويضيف لرصيده أدوات جديدة تساعده على النمو.
الكاتب ديفيد إبستين، في كتابه *Range*، يوضح أن أصحاب التجارب المتنوعة أكثر قدرة على الابتكار وحل المشكلات من أولئك الذين يسيرون في مسار واحد ضيق. ببساطة: التجارب المتعددة لا تشتتك، بل تصنع منك شخصًا أكثر استعدادًا للفرص والمفاجآت.
والحكمة العربية القديمة “من جرّب، عرف” تختزل الفكرة بوضوح. التجربة مهما كانت صغيرة تمنحك معرفة لا يمكن أن تحصل عليها من التكرار وحده.
إذن، لا تنتظر التجربة المثالية. اقبل التحديات الجديدة حتى إن بدت خارج نطاقك. كل تجربة تضيف إلى خبرتك طبقة جديدة، وتجعلك لاعبًا أقوى وأكثر تأثيرًا داخل فريقك ومؤسستك.
التجربة ليست مجرد مغامرة… بل استثمار حقيقي في مستقبلك المهني.