الأدب والشعر

قمر يتخلل الغيوم … قصة

مرشدة يوسف فلمبان ..المملكة العربية السعودية

مرشدة يوسف فلمبان ..المملكة العربية السعودية

حياتنا قصص تتوارى بين البيوت وهذه إحدى قصصها..

خلف مهاوي المعاناة قلب طاهر.. روح تشع براءة.. عينان صافيتان ببريق الطفولة… فؤاد لايعرف الحقد والبغض.

إنها الطفولة في أسمى معانيها وصورها بلازيف ولا خداع.

تركته أمه مرغمة بين مخالب القهر وجبروت الظروف.. يقاوم دموعه تسيل مدرارََافي دار خالية من نبع الحنان لا أحد يسدهذه الفجوة سوى أمه.. قرار مؤلم وحاسم بالنسبة لها.. تركت الصغير بين موجات التوجع النفسي.. سكبت الدموع مدرارََامن أجله فهي مكسورة الجوانح بقلب متفحم من حر الحريق.. جراح تنزف إيلامََا لفراقه.. تخاطب طيفه الجميل ليتك ياصغيري تدرك معاناتي.. تذبح فؤدي أعاصير الأحداث الدامية في حياتي.

حين كان يزور أمه في بيت أهلها ومعه بعض الحلوى يطلب منها مقاسمته قطعة الحلوى تشاركه لذة طعمها.. كم هو جميل هذا الشعور الطفولي..

تارة يرجوها أن تعود معه إلى والده إلى البيت الخالي من بصمة حياة حلوة.. لكنها تأبى العودة إلى فظاظة والده وشكوكه وضغوطاته. ألم حاد يشق صدرها تقول له وفي خافقها غصة : أحبك ياصغيري.. تعانقه وتقبله بين عينيه.. دموعه تقطع نياط قلبهاتزلزل كيانها.

يعود الصغيرإلى بيته الموحش وقد أثقل رأسه الصغير بهموم العالم.. يبكي يحادث طيف أمه / ماما.. ليتني أستطيع تغيير الكون لكنت صنعت من آلامك سعادة لاتنتهي.. وفرحة تغمر خافقك.

هكذا تتصارع الأفكار في رأسه الصغير تتأرجح كالدوامة بين كيانه المتعب.. يساهر الفكر وعلى وسادته الصغيرة آثار دموعه يناجي ربه بأن يفك عنه طلاسم الحيرة والعذاب.

وهكذا تمضي الأيام سراعََا.. والصغير يكبر وتكبر معه أفكاره ومفاهيمه.. وصاريتردد كثيرََا على أمه وهي تعيش مع زوج طيب عوضها أيام العناء بجمال الحياة.

كبر الصبي أصبح شابََا يافعََا. بدأ يكون لنفسه صداقات رائعة.. تلاشت همومه التي تثقل رأسه.. أنشأ علاقات جميلة مع من حوله.. وعرف مشاكل الكثير في رحابة الدنيا.. وظروف البعض منهم سيئة للغاية.. تنفس الصعداء.. وثقته بربه سكنت فؤاده.. وبحب الناس استمد القوة والثبات.. وفي أوج لهفته بالحياة الجديدة.. ومن بين ظلال غيوم الأمنيات يطل قمر يتخلل تلك الغيمات.. يشع نورََا وضياءََا.. فيستكين قلبه العامر بالأمل والأحلام الجميلة بسحر وجودها معه.. تنفض عنه غبار الماضي المتراكم بالعتمة.. وتنسيه معاناة الطفولة وقسوة الظروف.. فيشرق محياه بوميض الحب والسعادة.. في مستقبل مشرق!!!

mrshdah@shafag-esa

 

 

ماذا يغزو خافقي؟ 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى