مقالات

الجيران. في الزمن الجميل

مرشدة يوسف فلمبان

مرشدة يوسف فلمبان

أيها الأحبة /

الجار هوالإنسان الذي يشارك الآخر السكن في نفس شارعه.. ويجاوره يشاركه أفراحه وأحزانه دون أن تكون بينهما صلة دموية وقرابة..

فقد كان الجيران في الزمن الجميل يرون بعضهم بعين المودة والرحمة.. ولهم مكاتيب الخير في دينهم ودنياهم.. وكانوا ينعمون بهدوء النفس والقناعة والرضا.. وليس ثمة بؤرة للتنافس والإنشقاق.

ففي ذاك الزمن الجميل كل البساطة والعفوية تمثل قمة السعادة.. وعلاقة الجيران فيما بينهم متعمقة الجذورمن حيث المودة والإهتمام والتعاطف.. كم هي رائعة تلك المشاعر رغم بساطة الأحوال..

وما أجمل التواصل بين الأحبة والجيران

ووشائج تلك الروابط في منتهى الروعة والمتانة.. فالتعاطف ومراعاة حقوق الجار أمرنادر في هذا العصرالزاخر بالإلكترونيات.. وانشغال الناس بقضاياهم ومشاريعهم فلا وقت لديهم للإهتمام بشؤون الجيران..

لقدذكر لنا بعض المخضرمين الذين عاصروا زمن المحبة بأن الجيران لوكانوا بحاجة إلى بعض المكملات الغذائية أوأدوات منزلية.. تلجأ سيدة المنزل لإرسال أحد الأبناء الصغار إلى الجيران بهذه العبارة ( تسلم عليكم أمي تقول أعطونا طماطم.. أوبصل.. أو مخرطة الملوخية) أي إحدى هذه الطلبات ومنهم يقول (ماما تسلم عليكم تقول 🙁 تبغى شوية نعناع)… الخ

هكذا كانت تعاملات الجيران في تلك الأزمان.. لا يخجلون من بعضهم في تبادل الطلبات والعطايا.

والآن في هذه العجالة.. فقدنا حلاوة الجوار.. وأصبحت طلبات الجيران عبئََا ومذلة في نظر المجتمع المتحضر.. كانت حياة جميلة ببساطة ناسها وجميلة عبارة (أمي تسلم عليكم).

المسألة ليست مجرد طلب..ولكن علاقة الجيران فقدت طعمها.. فقدت الدفء المعنوي وجمال المشاعر..

حين نسترجع عبارة ما يقوله الصغير أمي تسلم عليكم يخيل إلي أننا نعيش لحظات ماتعة مع صغار الأمس.. الحياة في حاضرنا فقدت رونقها.. وكل إنسان أصبحت له حياته.. وشؤونه.. فأي حياة هذه التي داس الناس مشاعر بعضهم..؟.

فروعة الحياة في الماضي مكللة بلغة التفاهم والتعاطف ووحدة الكلمة في كل الأمور بين الجيران والإخوة.. ونحن ولله الحمد في عصرنا.. عصر الإنفتاح والتقنيات في نعمة من الله.

فعلينا تجاوز جسور الصعوبات بمزيد من الصبر وقوة الإرادة.. وليس من السهل إنتزاع فتيل الذكريات الجميلة من حنايا قلوبنا ومشاعرنا.

رحم الله أيامََا جميلة تحمل بين ثناياها أجمل أيام السنين..

والسلام ختام نتبادله

مع الجيران وهوأبسط أنواع التواصل.. وكما ترنم صوت الأرض (سلام لله ياهاجرنا في بحر الشوق ماله قرار..

خساره البيت جوار

بيتنا.. ولاترعى حقوق الجار)..!!!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى