د. عبدالمعتني غيث المزروعي
للعام الثاني على التوالي تواصل الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة تحقيق الصدارة في الاختبارات الوطنية “نافس” 1446هـ – 2025م على مستوى المملكة، في إنجاز يعكس قيادة ملهمة وممكنة وفريق عمل قادر على تحويل البرامج والتوجيهات إلى نجاحات ملموسة في الميدان التعليمي. حيث جاء هذا التفوق ثمرة عمل استراتيجي منظم تقوده الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة، وفق توجيهات قيادة تعليمية وضعت نصب أعينها أن جودة التعليم ليست خيارًا بل واجبًا وطنيًا، وأن النجاح لا يُصنع إلا بتكاتف الجميع. فقد عززت هذه التوجيهات النمط القيادي القائم على الشفافية، وتمكين الكوادر، وتحفيز الإبداع، مما أتاح للقيادات المدرسية والمعلمين مساحة واسعة لتطبيق أفضل الممارسات وتحقيق التميز. ومن خلال هذا النهج استطاعت أن توظف المبادرات والبرامج الوزارية داخل المدارس بفاعلية، عبر دعم مستمر للكوادر التعليمية، وتفعيل منظومة متابعة وتقويم دقيقة، وصناعة منافسة إيجابية بين المدارس عززت من روح التميز.
جوهر هذا الإنجاز أن الجميع كان شريكًا فيه، من مدراء المدارس، ومعلمين ومعلمات، وإداريين وإداريات، وطلاب، وصولًا إلى أولياء الأمور، تعمل ضمن منظومة بروح الفريق الواحد في صناعة بيئة تعليمية محفزة، تبنوا أساليب تدريس حديثة تواكب التحولات الرقمية التي تقودها وزارة التعليم، فانعكس ذلك في نتائج الطلاب وأداء المدارس.
هذا المنجز لم يكن محطة عابرة، بل امتداد لمسيرة من النجاحات المتواصلة التي دأب منسوبو تعليم جدة على تحقيقها في مجالات التميز المدرسي والمبادرات النوعية والمشاركات الوطنية. وهو تأكيد على أن التميز أصبح ركيزة أساسية في هوية منسوبي التعليم بجدة، ونهجًا قياديًا يقوم على العمل الجماعي والشراكة المجتمعية باعتبارهما الطريق الأوثق والاقصر لتحقيق الأهداف.
إن صدارة “نافس” اليوم تجسد بوضوح أن الاستثمار في القيادة التعليمية الواعية ودعم الكوادر هو أساس صناعة نجاحات وطنية راسخة. ومع رؤية المملكة 2030، يبرهن تعليم جدة أنه أنموذج رائد يُحتذى به في تجسيد الطموحات وتحويلها إلى منجزات واقعية، وصناعة جيل واثق يقود مستقبل الوطن.
