مقالات

القرآن الكريم 

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري 

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري 

القرآن الكريم : هو كلام الله تعالى المنزّل على رسوله ، وخاتم أنبيائه ؛ محمد صلى الله عليه وسلم المبدوء بسورة الفاتحة ؛ المختوم بسورة الناس ؛ قال الله تعالى فيه : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( الحجر : ٩ ) وقال تعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ) ( النحل : ٨٩ ) وقال تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الشورى : ٥٢ ) وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ( فصلت : ٤١- ٤٢ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِه ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ ، ولا نَصْرانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ ) رواه مسلم في صحيحه .

فعلى أمة الإسلام أن يحمدوا الله على نعمة القرآن ، وأن يستكثروا من تلاوته ؛ وحفظ ما تيسر منه ؛ ويتدبروا آياته ومعانيها ؛ وأن يعملوا بأحكام القرآن وشرائعه العظيمة ؛ وأن يتعظوا بمواعظه وزواجره ؛ وأن يهتدوا بهداه ؛ لما فيه من الخير والصلاح ، والأجور العظيمة في الدنيا والآخرة ؛ قال الله جلَّ وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) ( فاطر : ٢٩ ) وقال تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) ( النساء : ٨٢ ) وقال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ * وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ ) ( طه : ١٢٤ – ١٢٧ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ ، والذي يقرؤُهُ ، ويتَعْتَعُ فيهِ ؛ وهو عليه شاقٌّ لَهُ أجرانِ ) رواه البخاري ومسلم ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ ، ولامٌ حرفٌ ، وميمٌ حرفٌ ) رواه الترمذي في سننه ؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٢٩١٠ وقال صلى الله عليه وسلم : ( يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ ، وارتَقِ ، ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا ؛ فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها ) رواه أبو داود في سننه ؛ وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم ١٤٦٤ .

وأخيراً لقد اعتنت دولتنا السعودية حرسها الله بالقرآن الكريم أيما عناية طباعةً ؛ وتعليماً له في مدارسها ، وجامعاتها ؛ ومساجدها ؛ وأنشأت الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في محافظاتها ، وأقامت المسابقات القرآنية المحلية منها والدولية تشجيعاً لحفظة كتاب الله من داخل بلادها وخارجها ؛ بل وبعثت قراءها ودعاتها للخارج ؛ ليؤموا المصلين في التروايح والتهجد ؛ ويعلموهم دين الله الحق عقيدةً وشريعةً ؛ كلُّ ذلك عنايةً بالقرآن وحملته ؛ كتب الله الأجر لولاة أمورنا ، ورفع ذكرهم في العالمين ؛ وجعلنا جميعاً من حملة كتاب ربنا العزيز ؛ وسنة نبينا الأمين صلوات ربي وسلامه عليه ؛ اللهم اجعل القرآن العظيم ربي قلوبنا ؛ ونور صدورنا ؛ وجلاء أحزاننا وهمومنا ؛ وسائقاً لنا إلى جنة ربنا ورضوانه . اللهم آمين .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى