آثار في ساحة الغربة

بقلم الكاتبة : يوسف فلمبان
في قمة الألم والتمزق الروحي قالت:
أنا نغمة في عالم الألحان الكبير.. دمعة نازفة بين لهيب الآلام.. برفقتي صديقي قلمي، حين أحتضنه بين أناملي أنسى أحيانًا من أنا.. أخال نفسي إنسانة أخرى سافرت عن الوجود، بقلب لا يحتضنه أمل، في رحلة إلى الهدوء والاستكانة.. ينفث قلمي بدموعه الثائرة في خلجاتي آهاتي وثورتي.. يعربد عن عمق مأساتي القابعة في أعماق قلبي.. وفي بحر العذاب أغرقني الحزن.. تسلّل إلى هشاشة صدري.. وابتلعني بؤس المشاعر في صمت وغربة.. هل يمكن للحزن أن يُغرّبني؟ أو يجرفني إلى دوّامة الحياة وصراعاتها؟
لا أحد يستطيع احتواء حزني ويجبر قلبي إلا ربي..
هل يتمكن قلبي أن يغفو على أجنحة السعادة؟ ربما لأجل غير مسمّى، فبيني وبين السعادة سدود منيعة..
لذا أنا وقلمي مسافران.. حزمنا أمتعة الرحيل إلى أقاصي الدمع.. إلى دروبٍ ليس لها نهاية، نكتب قصة لا خاتمة لها.. تظلّلنا أجنحة الغربة والتوهان.. أحمل في صدري قلبًا دامِيًا من طعنات الأحداث التي أثقلت أيامي.
أنا وقلمي ندفن أحزاننا في مقابر الأحزان، مع أحلامنا الهاربة إلى عالمٍ مجهول يزخر بالهدوء الخالي حتى من همسة حياة.. حيث النجوم فيه مبعثرة.. وآثار خطوات الغربة تعلوها قطرات من دماء قلوبنا الجريحة التي اغتالتها أيادٍ لا تعرف الرحمة في عالمنا المشحون بتلك السرمديات الأليمة بين ركام العمر المنسي.
Mrshdah@shafag-esa



