مقالات

هل تعلم أن مشاعر مديرك قد تنتقل إليك مثل العدوى؟

أهداب المنديلي 

أهداب المنديلي 

قد يبدو الربط بين المشاعر والعدوى غريبًا، لكن أبحاث السلوك التنظيمي تؤكّد أن انفعال شخصٍ واحد يمكن أن يسري في الفريق كما تسري الموجة: ابتسامة متفائلة من قائد ترفع المعنويات، بينما تعبير عابس قد يكفي لزيادة التوتر وخفض الحماس.

العدوى العاطفية في العمل

العلماء يسمّونها العدوى العاطفية: نقلٌ دقيق لنبرة الصوت، لغة الجسد، وحتى الإيماءات الصغيرة. ومع التكرار، تتسرّب الحالة الانفعالية إلينا فتؤثّر على أحكامنا وطريقة أدائنا. نتائج تجريبية تُظهر أن المشاعر الإيجابية ترفع التعاون وتقلّل الصراع وتُحسّن تصوّر الأداء.

كيف تنتقل طريقة التفكير أيضًا؟

لا يتوقف الأثر عند المشاعر. بحسب نظرية باندورا في التعلّم الاجتماعي، نكتسب أنماط اتخاذ القرار بالملاحظة: ما نراه يُكافَأ نتبنّاه، وما نراه يُرفَض نتجنّبه. ومع الوقت يتكوّن لدينا “مجلس داخلي” من أصوات ليست أصواتنا، بل أصداء زملاء وقادة مرّوا بنا.

تمييز صوتك عن أصوات الآخرين

حين تبدأ تجربة مهنية جديدة أو تبتعد قليلًا اختبر أفكارك بسؤالين سريعين:

• هل هذا القرار يعكس قيَمي الحالية أم ثقافة سابقة؟ • هل هذا التردّد صدى صوت قديم أم قناعتي الآن؟

وللتثبّت: أعد صياغة الفكرة المؤثّرة بعباراتك أنت إن عجزت، فربما لم تكن فكرتك أصلًا. (مفيد أيضًا لكسر أثر العدوى العاطفية على الحكم).

خطوات عملية لإدارة الأثر

1. مذكّرة الأصوات: بعد كل قرار مهم، دوّن: من أثّر على زاوية نظري؟ ولماذا؟

2. فحص المزاج: راقب تغيّر رأيك قبل/بعد الاجتماعات؛ المزاج المتناقل قد يلوّن حكمك.

3. إعادة الصياغة: عبّر عن الأفكار المؤثرة بلهجتك أنت لا بلهجتهم.

القادة ونشر الأثر

القادة لا ينقلون التعليمات فقط، بل ينقلون الحالة الانفعالية والمعايير العقلية التي يُعاد إنتاجها داخل الفريق. لذلك يصبح الذكاء العاطفي (وعي الذات وتنظيمها والتعاطف والمهارة الاجتماعية) جزءًا أساسيًا من نجاح العمل، لا “ميزة إضافية”.

الخلاصة السريعة

لسنا جزرًا معزولة؛ نحن ذوات تتشكّل من مادّة أصيلة وبصمات آخرين. السرّ ليس محو الأثر بل ترتيبُه: ما الذي يبقى لأنه صقلنا؟ وما الذي يعود لحجمه الطبيعي كي لا يغطي على صوتنا الحقيقي؟

والسؤال لك: أيّ صوت قديم ما زال يعيش بداخلك؟

 

كلمة ” لا “

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى