لا تغضب


شيخة الدريبي
الغضب غالبا نتيجه الشعور بالظلم كالمشاعر التي تظهر بسبب هضم حقوق الإنسان أو التعرض للعنف وغيرها فتحدث تغييراً سلبيا إلا أنّ بقاؤها لفترة طويلة يحرم الإنسان من الراحةالنفسية وتُسبب له المعاناة والغضب الاكثرشيوعاً ما يحدث نتيجة التعرض للإحباط والمواقف المزعجة المختلفة في الحياة اليومية كالشعور بالغضب بسبب مشاكل في العمل أومشاكل عائليه وغير ذلك وغالباً تنتج بسبب التركيز على الجوانب السلبية في المواقف اليومية..
وهناك الغضب العدواني وهذا مدمّر ويحدث نتيجة رغبة الإنسان بالسيطرة على الآخرين أو تخويفهم أو التلاعب بهم كماأنّ الغضب العداوني المتكرر يتحوّل ليُصبح تنمراً على الآخرين فيُعرضهم للعنف النفسيّ وغالباً يغضب الأشخاص بهذه الطريقة لإخفاء مشاعره كالضعف والخوف أو لإخفاء عيوبه وفرض سيطرته على الآخرين ..
وهناك الغضب المزاجي الناتج عن عدم تلبية احتياجات الفرد الأنانية والتي تكون غير معقولة أوغير مناسبة وغالباً ما يبدأ هذا النوع من الغضب بالظهور في مرحلة الطفولة فيشرع الطفل بالغضب عندما لا يُلبّي البالغون طلباته وتؤثر نوبات الغضب المزاجية المزمنة سلبياً على قدرة الشخص على تكوين علاقاتٍ صحيحة وناجحة مع الآخرين وأهمّ أسباب الغضب التعرض لظروف أو مواقف معينة حيث تُؤثّر سلباً على الشخص أو على الأشخاص المُقربين له كالتهديد أوالهجوم سواء كان جسديّاً أو لفظيّاً أو ماليّاً ..
كما أن التّعرض لمعاملة سيئة أو غير عادلة والتّعرض للإهانة فالمشاعر تجعل الإنسان يشعر بالضعف كالحزن والقلق والخوف وانعدام الأمان والخجل والشعور بالذنب فتظهر عاطفة الغضب وهناك أضرار صحيّة أبرزهاالصداع ومشاكل الهضم كآلام البطن والأرق وزيادة معدلات القلق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والسكري وضعف جهاز المناعة وبعض الأمراض الجلديّة وكذلك التأثير على الصحة النفسية يتسبب الغضب بتعكير صفو حياة الإنسان فتجعله دائما متوتر والغضب المستمر يعرض صحة الإنسان النفسية للخطر فقد يصاب بالإجهاد والاكتئاب ..
تحتاج الحياة المهنية لتحمل انتقادات الآخرين والاستماع لآرائهم ونصائحهم والدخول في نقاشات حادة فإذا واجه الفرد الأشخاص في بيئة عمله بنوبات من الغضب فإن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على علاقاته مع زملائه وحياته المهنية تصبح غير مستقرة ومهددة بالخطروبخسارة الإنسان لأقرب الناس إليه وهذا يؤثر على صداقاته وعلاقاته الاجتماعيةويحد من تقبل الناس له فيخسر ثقتهم به ويخلق العديد من الحواجز في العلاقات فيكون من الصعب على الآخرين التحدث بصدق وراحة مع هذا الشخص الذي يواجههم دائما بردة فعل غاضبة ويُعدّ الغضب شعوراً طبيعيّاًولكنّه يُصبح خطيراً إذا ازداد عن حدّه..
لذا الشخص الغاضب لابد من منحه وقتاً كافياً لتجميع أفكاره والتعبير عن نفسه بطريقة سليمة وغير مؤذية هذا يُسهم في امتصاص مشاعر الغضب بترديد كلمات إيجابية تزيد من الهدوء وأخذ الأمور بسهولة والبحث عن الحلول بدلاً من التركيز على المشكلة وتجنب الأسلوب الهجومي عند قيام شخص ما بموقف أو فعل يُثير الغضب ينبغي تجنب الأسلوب الهجومي في انتقاده والتعبير عن الاستياء منه بطريقة مهذبة دون انفعال وتساعد الرياضه البدنية الحد من الشعور بالتوتر والغضب والقضاء على المشاعر السلبية والتخلص منها كاليوغا واللجوء لشخص مختصّ لحل هذه المشكلة أو التحدث مع صديق موثوق فيه ..
وتساعد كتابة المشاعر السلبية على مراجعة ردود الأفعال ومعرفه مواطن الضعف والمواقف التي تُثير مشاعر الغضب كماإنّ الاستماع للمشاعر السلبية للشخص الغاضب ومحاولة فهمه دون إصدار الأحكام يساعده ذلك في التقليل من شعوره بالغضب ونظرته للأمور والبعد عن النقطة التي تُثير غضبه وإعطاءه وقتاً لإعادة التفكير فيما يقوله وتجنّب تصحيح الأخطاء التي يقع بها الشخص الغاضب بصورةٍ مباشرة ومحاولة تفهّم مشاعره إبداء الرغبة بالمساعدة بشكلٍ غير مباشرٍ واظهار الاهتمام بأمرِ الشخصِ والرغبة بالمساعدة إذا سمح بذلك وإذا كانَت نوبة الغضب شديدة لدى الشخص فيجبُ الانسحاب والمساعدة في وقتٍ لاحقٍ ومحاوله اقناعه وعرضه على مختص ..