الأخبار الخليجية

قسم الإعلام بجامعة الملك سعود.. نصف قرن من تشكيل الوعي الإعلامي و500 رسالة علمية في تحولات الإعلام

متابعات

متابعات

امتدت المسيرة الأكاديمية لقسم الإعلام بجامعة الملك سعود أكثر من خمسين عامًا، كونه أول قسم إعلام في المملكة ومنطقة الخليج العربي، وإحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية التي أسهمت في تشكيل الوعي الإعلامي الوطني وصناعة القرار عبر مخرجاته البحثية وبرامجه المتطورة في الدراسات العليا.
ومنذ تأسيسه عام 1392هـ (1972م)، شكّل القسم رافدًا معرفيًا مهمًا للمجتمع، حيث تجاوزت عدد رسائل الماجستير والدكتوراه المعتمدة في برامجه أكثر من 500 رسالة علمية، تناولت قضايا المجتمع، وتحولات الإعلام، والسمعة المؤسسية، والصورة الذهنية، والذكاء الاصطناعي، ودراسات القائم بالاتصال، وغيرها من الموضوعات التي أصبحت مرجعًا للباحثين وصناع السياسات الإعلامية.

وتُعد هذه الرسائل التي أنجزها الباحثون من طلاب وطالبات القسم على مدى العقود الماضية، جزءًا من الذاكرة البحثية الوطنية؛ إذ أسهمت في تحليل اتجاهات الرأي العام، وقياس فاعلية الحملات الاتصالية، ودراسة المحتوى الإعلامي، وتقديم توصيات عملية للجهات الحكومية والخاصة، كما حصد عدد منها جوائز محلية وإقليمية، وأصبحت مرجعًا لصنّاع القرار في تطوير السياسات الإعلامية، وتعزيز الصورة الذهنية للمملكة، ورفع كفاءة الاتصال المؤسسي.

وشهدت برامج الدراسات العليا بالقسم تطورًا مرحليًا متسارعًا؛ إذ أُطلق برنامج الماجستير للطلاب عام 1419هـ – 1420هـ، ثم توسع ليشمل الطالبات عام 1429هـ – 1430هـ، قبل أن يُدشّن برنامج الدكتوراه عام 1439هـ – 1440هـ لإعداد جيل جديد من الأكاديميين والباحثين.

ويمثل هذا التطور تجسيدًا طبيعيًا لمسيرة القسم الذي ظل طوال خمسة عقود يقود تحديث التعليم الإعلامي في المملكة، ويواكب التحولات المهنية والتقنية التي يشهدها القطاع.

وفي خطوة نوعية تعزز هذا الإرث الأكاديمي، أعلن قسم الإعلام بجامعة الملك سعود إطلاق برنامج “ماجستير الآداب في الإعلام” بنظام المقررات ومشروع البحث، وهو برنامج مطوّر يستجيب للتحولات المتسارعة في قطاع الإعلام السعودي، ويواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وفي هذا السياق أوضح رئيس قسم الإعلام الدكتور فيصل بن محمد العقيل، أن البرنامج الجديد يأتي استجابة مباشرة للتحولات التي يشهدها قطاع الإعلام في المملكة، مشيرًا إلى أنه صُمم بعد التنسيق مع مؤسسات إعلامية لضمان مواءمته مع المهارات المطلوبة في سوق العمل.

ويمنح البرنامج للمتقدمين حرية الاختيار بين مسارين، هما المسار التقليدي (الأطروحة) المخصص للباحثين الراغبين في التعمق العلمي ومواصلة الدراسات العليا، ومسار مشروع البحث الموجه للممارسين والمهنيين، ويتيح لهم تنفيذ مشروع تطبيقي يعالج مشكلة واقعية في سوق العمل، مثل: تطوير حملة اتصالية، أو إعداد إستراتيجية إعلام رقمي، أو إنتاج فيلم وثائقي، كما يمنح البرنامج أولوية القبول للمهنيين العاملين في الصحافة والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة والإعلام الرقمي.
ويتضمن البرنامج مجموعة من المقررات المتقدمة، من أبرزها الاتجاهات المعاصرة في نظريات الإعلام، وحلقات دراسية في الإعلام الرقمي، ودراسات المنصات واقتصاد الانتباه، وتأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاج المعرفة، وهي مقررات صُممت لتزويد الدارسين بمهارات تحليلية ونقدية تتناسب مع متطلبات الإعلام الحديث.

وحرص القسم على تمكين الطلاب والطالبات من الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال توفير برامج دعم أكاديمي وإرشادي، مما أسهم في تخرج عدد من النماذج الملهمة التي أثبتت قدرة البيئة التعليمية على تحويل التحديات إلى قصص نجاح.

ويضم القسم أكثر من 85 عضو هيئة تدريس من خريجي الجامعات العالمية، مما يوفر بيئة علمية ثرية تغطي مختلف تخصصات الإعلام الحديث، وتضمن جودة عالية في المخرجات التعليمية والبحثية.

وأكد الدكتور العقيل أن إطلاق البرنامج الجديد يجسد التزام القسم برسالته الأكاديمية والوطنية، مشيرًا إلى أن القسم يعمل على تطوير حزمة إضافية من برامج الدراسات العليا والدبلومات المتخصصة، بما يعزز دوره في بناء إعلام وطني مهني قادر على دعم الصورة الذهنية الإيجابية للمملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
💬