عن النسق القرآنيّ

بقلم:د. لينة حسن عزوز
عن القرآن وصحبته
القرآن الكريم يصنع لنا اختلافا وبهجة وسعة ..
ما أعز صحبة القرآن، وما أحسن توطيد العلاقة مع كتاب الله العظيم!
وإنها والله لمن أبلغ المتع ، وأنفع العلائق
العلاقة والصحبة مع المصحف هي الإكسير و كلمة السر و الحلقة المفقودة والركيزة وحجر الزاوية والتفسير لكل الماجريات من حولنا فهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
ألستم ترون أنه مامن قارئٍ للقرآن إلا وعليه هالةٌ وسكينةٌ وتألق ..!!
وتالله مافوق طِباق الأرض خيرٌ من قارئ للقرآن يتلوه حق تلاوته
فهلموا وأقبلوا، وإنها لحياة مجيدة حميدة عزيزة !
هنيئاً لمن كان في نطاق القرآن، يتلو آيات الله آناء الليل وأطراف النهار، فتُشرق شمسه أبداً لا تأفل ولا تغرب ولا تعزب، تلوح له المباهج وتسلو به الخواطر وتمتلئ دواخل نفسه هدىً وتقىً حتى يكون ريّاناً ملآناً
مالحياة بلا قرآن!، ومالناس بلا تعاليم القرآن!، ومالشؤون بلا هُدىً ولا كتابٍ منير !
القرآن وحده يضبط ساعتك الوِجدانية، ويُبدِلك من بعد خوفك أمناً، ومن بعد شعثك التئاماً
يا قارئ القرآن أقبِل ولا تخف،قد هُديت وكُفيت وحُفظت.
ياقارئ القرآن لا تحزن إن الله معك .
ما أعز شأنك ومقامك وهتافك!! .
ياقارئ القرآن أدخِل يدك في جوفك تخرج بيضاء نقية مختلفة عن أيدي الناس، وقد أحسن بكَ ربكَ إذ أخرجك من سجن الفتن والعصيان إلى سعة النور والرحمة والسرور
فإذا اجتمع أهل القرآن خارت فيهم الأوصاف، وتقهقرت في نعتهم الحروف، وانهزمت في إثرهم جيوش اللغة فتولّت وأدبرت .
“الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَاب” والحمد لله الذي علمكم الكتاب، والحمد لله الذي شرفكم بالكتاب،
و سلامٌ عليكم إذ تقرؤون الكتاب وتتبعون أحسن ما جاء فيه، وقوموا إلى المنابر فأنيروها؛ تنالوا ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة … والحمد لله رب العالمين
طوبى لحملة القرآن .. المُشعّين المتوهجين .. القائمين القاعدين به .. المؤمنين بمحكمه ومتشابهه .. الواقفين مع حلاله وحرامه ..العاملين بمقتضاه ..
المُتخلقين بخلائقه يمشون في مناكب الأرض مطمئنين..الذين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار..
أصحاب البصائر المستنيرة والآفاق الشريفة والهمم العلية، سلامٌ عليكم بما قرأتم وحفظتم”
وهنيئاً لمن صاغ حياته لتكون قرآنية النزعة والمنطق
اللهم اجعلنا وذرياتنا من أهل القرآن
الذين هم حملة النور والهدى والحق المبين
وافتح علينا بالقرآن وصُبّ علينا بركاته صبّا



