مقالات

وأهلها مصلحون

بقلم: رجاء الطويل

بقلم: رجاء الطويل

تخيل معي مدينة كل أهلها طيبون قلوبهم لينة ونواياهم سليمة كل منهم منشغل بصغير شأنه حريص على سلامه الداخلي لا يريد صداماً ولا مواجهة ولا حتى قولا يجر عليه خلافا أو تعب أناس لا يحملون إلا رغبة العيش بسلام
‏طيبون ولكنها طيبة بلا موقف
يهدر الحق…. ولا نصح
‏يهان الضعيف…. ولا صوت
‏ تسلب الحقوق….. ولا فعل
‏يمتد الفساد وينتشر ولا أحد يرفع رأسه ليرى
ليس لأنهم سيئون….. لأنهم صامتون
هنا الطيبة وحدها ضعف والصلاح وحده غير كافي
‏فيطغى الفساد ليس لأنه قوي بل لأنه واجه فراغ أخلاقي في لحظة تحتاج موقف.
فراغ صنعه أُناس صالحون لأنهم اختاروا السلامة بدل العدالة ،والراحة بدل المسؤولية .

فالسؤال المطروح هنا:  “أنهلك وفينا الصالحون”  ؟ نعم إذا كثر الخبث
وجود الصالحون لا يكفي لدرء الخبث والمجتمع لا ينهار فجاءه، إنه ينهار حين يسكت الطيبون.
وفي هذة النقطة لايعود الشر قوة طاغية بل نتيجة حتمية منطقية لانسحاب الخير.

ولكن من يجعلون الحق مسؤوليتهم ،ورفع الظلم قضيتهم من ينصحون برفق ،ويعالجون الخلل ،ويردون المظلمة، من يرفضون أن يكونوا متفرجون صامتون علي امتداد الفساد من يقولون لما يجري حولهم انه يعنيهم حتى وإن لم يطالهم
لأن الصمت شراكة والغفلة مساهمة والتجاهل موافقة ضمنية علي انتشار الشر.

من يكونون جسر يعبر عليه الحق،ضوء يكشف الصدع،من يكون صوتهم صدى لصرخات وأنّات مظلومة مكتومة
اولئك الذين يفكرون فيما بعد اللحظة،في مصير الأجيال في ثمن الصمت، في كل كلمة تقال أو تؤجّل
أولئك الذين يدركون أن أعظم الشرور تبدأ بالصمت، بتأجيل كلمة حق.
“وماكان ربك ليهلك القرى وأهلها مصلحون”
إنهم المصلحون.
فالصلاح نجاة فرد… والإصلاح نجاة أمة.

اخرقتها لتغرق أهلها

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
💬