الأرصدة المعنوية للموظفين

بقلم : د. نجاة حسين عقاب
إن الاحتفاظ بمستوى عال من الروح المعنوية بين الموظفين يعتبر نجاحًا وتقدمًا للمنظمة ودليلاً على وعيها وتقدمها في جانب مهم ومؤثر في زيادة إنتاجيتها وسمعتها والعناية بموظفيها..
فالروح المعنوية، هي الحالة الداخلية، والقوة النفسية للموظف والفريق، والتي تمنحه الحماس، والرضا والثقة، مما يدفعهم إلى العمل بفاعلية، وإيجابية، خاصة عند مواجهة التحديات.
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية دورها (أي الروح المعنوية) في تحسين سلوك الموظفين ذكورًا كانوا أ م إناثًا، وتحفيزهم وتطوير أدائهم وشعورهم بالثقة بالنفس والمستقبل والإحساس بالقيمة والقدرة، أيا كان موقعهم في السلم الوظيفي.
إن رفع الروح المعنوية للموظفين تسير جنبًا إلى جنب مع العمل على رفع العائدات المادية، والتطور الإداري والبشري للمنظمة، بل قد تكون أهم، لاسيما وهي تلامس المشاعر والأحاسيس الدافعة للتميز في العمل لانعكاسها المباشر على إنتاجية الفرد والمنظمة بشكل إيجابي.
إلا أن هناك بعض المدراء، ربما يؤمنون بأهميتها، ويتشدقون بممارستها، والعمل بموجبها، مع موظفيهم، لكنهم في حقيقة الأمر، بعيدون تمامًا عن ذلك.
حيث يتعرض العديد من الموظفين، في حياتهم الوظيفية، إلى الكثير من المواقف المؤلمة، التي قد تسبب في ترك الموظف لعمله، أو راحته في استمراره فيه، مع كثير من المعاناة، والقلق، والتوتر، والتخوف، الذي قد يفقده صحته ومستقبله.
وتظهر ممارسات المدراء هذه في تصرفاتهم، وأحكامهم التعسفية، وألفاظهم ومواقفهم، وتعبيرات نظراتهم، وأجسادهم، بل في تجاهل أدبيات التواصل والعلاقات العامة، خاصة عند التعامل معهم، كما تظهر في تهمشيهم أو تحقير أفكارهم أو الاستخفاف بأعمالهم وتسفيه آرائهم.
ويعلم الجميع أن الروح المعنوية العالية للموظفين، ترتبط بالذكاء العاطفي والعلاقات الإيجابية السائدة في بيئة العمل بين الفريق والقيادة، وترتبط أكثر، بسلوك الرئيس وعلاقته بهم، من خلال، كسب ثقتهم وتعميق الفهم المشترك بينهم، وتنمية حماسهم حتى يعطوا وينجحوا.
وفي ظل تعقيدات الحياة، وسيادة الميكنة، وتدفق المعلومات، أصبح الموظف، بحاجة إلى تدفق مشاعره وتقبله للمشاعر الآخرين، وإلى ترطيبها وتحسينها بلطف وتقدير، بين فينة وأخرى مع الجميع.
وبذلك يصبح الموظف حريصًا على زيادة أرصدته المعنوية، أكثر من حرصه على أرصدته المادية.



