الأدب والشعر

شعور لا يحكى

بقلم الكاتبة: مستوره الزهراني

بقلم الكاتبة: مستوره الزهراني

السّاعة السابعة مساءً.. كانت تتزيّن وتسرّح شعرها استعدادًا لمناسبةٍ سعيدة.

احتارت أيَّ فستان ترتدي أحمر ، أسود ، بنفسجي.

لا بأس، كلّها جميلة، لن أضيّع وقتي في الاختيار.

“ما جاءَت عليه عيني سأرتديه.”

لحظة صمتٍ عابرة…

توقّفت حينها للسماح لدمعتها بالخروج من زاوية عينيها التي كانت تفيض، ولكنّها تغمضها كي لا تنهار، فالوقت ليس الوقت، والحال عكس الحال.

أحيانًا الأوقات السعيدة تذكّرنا بتلك الأوقات التي كانت السعادة فيها مضاعفة، ومع من تحب، ولستَ لوحدك.

شعور لا يُحكى، لأنك تعجز عن البوح بالكلام من جمال اللحظة، وتكتفي بالفرح والرقص والضحك، وحتى شهيّتك للأكل تزيد.

تأكّدت حينها بأن ما بداخلنا ينعكس على ملامحنا، فالشعور رفيق الروح، والجسد مرآة الروح.

عناقٌ ما بين دمعةٍ وكحل…مزيج مبتكر لشعورٍ كُبت لفترة طويلة.

أصبح وجهها كلوحةٍ امتزجت فيها الألوان، ولكن المعنى مبهم…؟!

تنهدت وعادت لترتيب شعورها.

“شعورٌ فائض… كنتَ معي يا هذا، وتركتني في منتصف الطريق، وجعلتَ من رحيلك لغزًا أربكني وأتعب تفكيري. لا أعرف الحل، وكل ما عرفته أنك جعلتني أعيش شعور الوحدة من جديد، فبعد أن تحررتُ منه عاد أشد قسوة من قبل.

لا بأس…

قد تكون الوحدة مؤلمة، ولكنها أجمل بكثير من العيش مع الذين يُفلتون يدك في منتصف الطريق.

أكملي الرحلة… هناك شيءٌ جميل ينتظرك.”

ارتدت فستانها، وتفنّنت في تسريحة شعرها، وأصبحت كأميرةٍ من ألف ليلة وليلة.

خرجت مبتسمة، وتركت ذاك الشعور لحين عودتها.

 

اللقاء المنتظر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى