رسالة إلى الأسر الكريمة

بقلم: آمنه الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
أوجه كلماتي هذه إلى كل أسرة غالية، أطال الله في أعمار أبنائها وحرصًا على فلذات أكبادهم.
فمع بداية مرحلة البلوغ، يسرع بعض الآباء بتعليم أبنائهم قيادة السيارة، معللين ذلك برغبتهم في مشاركة الابن لهم وتخفيف الأعباء، قائلين: “الوالد متعب… لنساعده في قضاء حاجيات البيت”. ولكنهم لا يُدركون أنهم “دون قصد ” قد يقدمون بأيديهم على ما لا تُحمد عقباه، لاسمح الله.
فالمراهق في هذه السن المبكرة، تغلب عليه رغبة إثبات الذات، وتصطحبه عدم المبالاة أحيانًا، فيميل إلى السرعة، أو يجتمع بأقرانه في المركبة مع تشغيل الموسيقى، معرّضًا نفسه ومن معه للخطر، ومهددًا حياة المارة.
لا أقصد التعميم، فليس كل الأبناء كذلك، ولكن خلاصة القول: لا تُعطِ ابنك مقود السيارة قبل أن يبلغ السن النظامية، ويحصل على الرخصة، ويكون قد تجاوز مرحلة الثانوية العامة.
كم نسمع كل يوم عن شباب في ريعان العمر، تقطعت بهم السبل بسبب حادث مؤسف. كم يؤلمنا ما يحدث لهم، فكيف يكون حال والديهم؟ وكم من أم عاشت سنوات عمرها تتألم على فقيد كانت تُكنّيه “فلذة كبدها”؟
رسالتي إليك أيها الأب الفاضل، وإليكِ أيتها الأم الغالية: لا تعلّما ابنكما القيادة أبدًا قبل السن القانونية، حتى يكون ناضجًا كفيلاً بتحمل المسؤولية. أما من يعلّمه ثم يقول: “لا يبعد.. مجرد دوار قريب من البيت ” أو “هو ماهر في القيادة” أو “المفتاح معي وآخذ بالي”.. فهو واهم!
فقد تكون نائمًا في غرفتك، وهو يتسلل ليأخذ المفتاح بدافع الحماس للقيادة. أنت من علمته، ثم تريد منعه؟! وقد كثرت القصص عن شبان وُثق بهم وأُعطيت لهم السيارات بلا رقيب، وكانت العاقبة إما وفاة الشاب أو مجموعة خرجوا ولم يعودوا، أو إصابات وإعاقات دائمة حرمتهم من عيش حياة طبيعية كأقرانهم.
ولو ألقينا نظرة على أقسام الحوادث المرورية، لوجدنا أرقامًا صادمة عن الإعاقات الناتجة عن الحوادث.
أسأل الله تعالى أن يهدي الجميع، ويحفظ أبناءنا وبناتنا من كل سوء، ويوفقنا جميعًا لما فيه صلاحهم.
والله من وراء القصد.



