مقالات

في أصيص القلب وردٌ !.                      

بقلم د. ابتهال بنت حسن بن عزوز

بقلم د. ابتهال بنت حسن بن عزوز

جاءتني تقول :

لقد تعبتُ وأوذيتُ وخُذِلتُ ، فكيف لي أن أنجز وأنجح وأبلغ؟! وأنا التي كنتُ أقول لنفسي :” لا أبرح حتى أبلغ “! حقًّا لقد انقطع رجائي، وتصرمت أسبابي.

قلتُ لها:

ستبلغين بإذن الله ، خذي عبرة مما سأقوله، واحملي منه قبسًا يذكي جذوة الحماس، ويشعل نبراس الأمل إلى وجهة وصولك .

لقد مرّت عشر سنوات!..

عشر سنوات على تلك الذكرى البهيجة المحتفى بها ، والتي طمحتُ لها كما تطمحين أنت الآن ..

عرفتُ ذلك مصادفة، إذ ألفيتُ التاريخ مكتوبًا في بطاقة تهنئة مازالت تحتفظ ببهاء ألوانها – على قِدَمِها – في صندوق أوراقي العتيق ، وكنتُ قد محوتُ تفاصيل الذكرى بأسرها من ديوان الذاكرة، لِمَا لَحِقَها من لواعجَ منهكة، وتفاصيلَ مؤذية، وتبعاتٍ مضنية أودعتها طي الكتمان من حينها .

في ذلك اليوم طفقتُ أقول :

سأتوقف ههنا ..! ولن أكمل السعي في هذا الأفق ..فالفضاء فسيحٌ رحبٌ ..

قلتها بحزم وعزم ..!

وهيهات أن أنسى مقالتي تلك .

مضت الأيام ..بما فيها ..

فإذا بي سعيتُ وواصلتُ من حيث توقفتُ حتى بلغتُ، وهتف الفؤاد : الله أكبر ولله الحمد.

فواعجبًا لِضعف المرء وغِرّته حين يُمتحن فيَحسَب أنه رُزِئ بالطوام العظام ، ويتوجس خيفة من القيام بعد العِثار.

لقد أحاطتني كلاءة الله ورعايته، وشملتني رحمته وعنايته حتى رفعتُ الغلالةَ التي كانت على عيني فأبصرتُ نور الله في دربي ..وعاينتُ لطفه في سيري .. إذ فُتحت مسالك ، ونُصبت منارات، وانبجست روافد بفضل الله الكريم الرحيم ،ثم بأمًّ تدعو حانية ، ورفيقٍ يعاضد مؤازرا ،ومهج رقيقة، هم سر حياتي وأساريرها وسرورها..

ثم أعوان غياديق مجاويد كأنما فُتِحت لي بهم أبواب السماء..فاللهم لك الحمد حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه .

إنّ كل ما كان في الظن أنه غبنٌ وغرمٌ ..

استقر اليوم لديَّ في العلم أنّ عوضه فتحٌ وغنمٌ .

حتى الذين قطفتُ لهم من أصيص القلب وردًا ومددتُ إليهم يميني فأشاحوا بوجوههم صدًّا، كان في إعراضهم إكرام لي ، وصون عن الإسفاف.. فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . .

كل كسرٍ أردفه جبر ،وكل عجز ٍأعقبه ظفر، وكل عقبة كؤود زللتُ بها أقامت عِوَجًا، وأصلحت أوَدًا، وكل يَبَاسٍ أتبعه حدائق ذات بهجة، ومازال في أصيص القلب ورد!.

 

حَجَرة… ورقة… مقص

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى