بقلم الكاتبة: رجاء الطويل
نعيش أحيانًا في سعةٍ من العافية والسرور، تحيط بنا الوجوه، وتزدحم حولنا الاسماء، نظن أن الاصدقاء كُثر ونحسب أن في الكثرة طمأنينة، وأن المودة ممتدة .
وحدها الأيام العسيرة تكشف الوجوه الحقيقية. حينها نرى نوع من البشر يختفي وقت الشدة، يتعلل عند الحاجة، ويتعذر عن العون. نكتشف ويا للأسف أن أكثر من كانوا معنا حال الرخاء أول من انفض من حولنا عند البلاء.
هم أنفسهم من يأتي بعد النهوض وانفراج الأمور وزوال الهموم نراه أمامنا يبارك ويهنئ ويقول كنت أعرف أنك قوي ستفعلها وتعود مثل الأول وأفضل.
الدفاع عن الحق في زمن قوته ورفعته سهل يسير ومن حمل الرسالة حال الخوف وتحمل في سبيل تبليغها الإساءة والظلم وضحى لأجلها بالغالي والنفيس كيف يستوي ومن جاء بعد تحقيق الإنتصارات وتشييد البنيان وتثبيت الركائز. الدفاع عن الحق ونصرة المستضعفين واجب ديني وأخلاقي لا مكان للحيادية فيه فالحيادية خذلان وترك الدفاع عن إخواننا المؤمنين في كل مكان هو باب شر عظيم يفتح للظلم مجالات ويكسبه صولات وجولات.
لنحارب الظلم بأقلامنا، ودعواتنا، ومواقفنا، ومقاطعتنا لانستهين بأي موقف مهما بدا صغيراً.
ليكن لنا في كل مكان أثر،وعند أي بلاء موقف، وبكل نازلةٍ كلمة حق. فمن يثبت وقت الشدة هم أهلٌ للوفاء والثقة ومن جاء مهنئاً بعد الفرج ليس كمن كان حاضراً وقت الضيق فالمواقف وحدها هي التي تظهر معادن الأشخاص فكونوا كمن تبع الرسول ساعة العسرة ولا تكونوا كالذين قالوا شغلتنا أموالنا وأهلونا
فهل يستوون؟
