مقالات

التفكير متعدد التخصصات .. سر الأفكار الكبيرة  

بقلم : مي عليان العليان

بقلم : مي عليان العليان

في زمن تتقاطع فيه المعرفة وتتسارع فيه التغيرات، لم يعد الاعتماد على تخصص واحد كافيًا للتميّز أو لإيجاد حلول عميقة للمشكلات المعقدة التي نواجهها اليوم. إن التفكير متعدد التخصصات (Interdisciplinary Thinking) أصبح أحد أسرار النجاح في العصر الحديث، لأنه يوسّع أفق التفكير ويمنح صاحبه القدرة على الربط بين العلوم والمجالات المختلفة لصناعة أفكار غير مألوفة.

هذا النمط من التفكير ليس مجرد توجه فكري، بل أسلوب حياة في العمل والتعليم وصناعة القرار. فالمهندس حين يفهم في علم النفس يصمم منتجات تراعي تجربة الإنسان، والمربي الذي يقرأ في علم الاجتماع يصوغ برامج تعليمية أكثر عمقًا وتأثيرًا، والمستشار الذي يجمع بين علم الإدارة وعلم البيانات والتصميم قادر على خلق حلول أكثر إبداعًا واستدامة.

وقد أشار الكاتب ديفيد إبستين في كتابه Range إلى أن كثيرًا من القفزات الكبرى في التاريخ لم تكن نتيجة التخصص الدقيق، بل ثمرة عقول امتلكت مرونة فكرية وجرأة في الجمع بين مجالات متباعدة. ومن النماذج القريبة لنا، العالم أحمد زويل الذي جمع بين الفيزياء والكيمياء ليبتكر علم “كيمياء الفيمتو ثانية” ويحصد جائزة نوبل. وهكذا، يصبح التفكير متعدد التخصصات ليس مجرد مهارة أكاديمية، بل نهجًا يعيد تعريف طريقة عملنا وتعلمنا، ويصنع عقولًا ترى الروابط الخفية بين الأشياء، وتحوّلها إلى ابتكارات واقعية تُحدث فرقًا حقيقيًا في الحياة.

 

 

 

“التجارب الجديدة… استثمارك الحقيقي في مسيرتك المهنية “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى