“مصر تطلق أسبوع المياه 2025 لتعزيز التعاون الدولي واستدامة الموارد”

تستضيف مصر خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر 2025 «أسبوع القاهرة للمياه» في نسخته الثامنة، تحت شعار «الحلول المبتكرة، من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، واستدامة الموارد المائية».
هذا الحدث يُعد منصة سنوية مهمة للتلاقي بين صناع القرار، الممارسين، الباحثين، المنظمات الدولية، القطاع الخاص والمجتمع المدني، لمناقشة التحديات المائية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، وتبادل الخبرات والابتكارات في مواجهة الأزمات المائية.
الأهداف والرؤية
يمكن تلخيص الأهداف الاستراتيجية لأسبوع القاهرة للمياه في النسخة الثامنة كما يلي:
تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في قضايا المياه وإدارة الموارد المائية بشكل مشترك.
عرض حلول مبتكرة وتقنيات جديدة للتكيف مع آثار التغيرات المناخية على قطاع المياه، بما في ذلك الجفاف، الفيضانات، والتغير في أنماط الهطول.
التركيز على الاستدامة البيئية من خلال تبني حلول قائمة على الطبيعة (Nature-based solutions) في إدارة النظم المائية والنظم البيئية المرتبطة بها.
إدارة البنية التحتية المائية وضمان صيانتها واستدامتها لضمان أمن المياه على المدى الطويل.
التكامل بين المياه والزراعة والغذاء ضمن منظور الأمن المائي والغذائي، وإيجاد تناغم بين هذه القطاعات.
تفعيل دور البحوث والبيانات في صياغة السياسات واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة.
من خلال هذه الأهداف، يسعى أسبوع القاهرة إلى أن يكون أكثر من مؤتمر تقليدي — بل مركزًا فاعلاً للحوار الاستراتيجي واتخاذ القرار.
المحاور الرئيسية
وفقًا للمصادر الإعلامية والإعلانية، يركّز أسبوع القاهرة الثامن للمياه على خمسة محاور رئيسية:
التعاون من أجل الإدارة المستدامة للمياه
استعراض آليات الشراكات بين الدول والمؤسسات لتنسيق الجهود في مجال المياه، خصوصًا في الأحواض المشتركة.
التخفيف والتكيف مع تغير المناخ وبناء القدرة على الصمود
مناقشة أدوات التنبؤ والتكيف، إدارة الجفاف والفيضانات، والتخطيط العصري في مواجهة الطقس المتغير.
الابتكارات من أجل إدارة مرنة للموارد المائية
التركيز على التقنيات الجديدة مثل إعادة استخدام المياه، التحلية، الزراعة الذكية، الرقمنة وإنترنت الأشياء في المراقبة وإدارة المياه.
الحلول القائمة على الطبيعة (Nature-based Solutions)
استعادة المناطق الرطبة، استخدام الغطاء النباتي والتحكم بالتربة، الإدارة البيئية المتكاملة للنظم المائية.
إدارة البنية التحتية المائية من أجل الاستدامة
مناقشة البنية التحتية من أنظمة الصرف، السدود، القنوات، محطات المعالجة — وكيفية تطويرها وصيانتها بكفاءة.
هذه المحاور تؤسس الإطار العام لجلَسَات الأسبوع والندوات وورش العمل المصاحبة.
المشاركون والهيئات المعنية
الجهات الرسمية والشركاء
تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث ألقى كلمة مسجّلة في الجلسة الافتتاحية.
وزارة الموارد المائية والري في مصر، بقيادة الدكتور هاني سويلم، وهي الجهة الرسمية المنظِّمة والداعمة الرئيسية.
المشاركة من 95 منظمة دولية وإقليمية.
منظمات بحثية دولية مثل IWMI (معهد الإدارة المائية الدولي) التي ستُقدّم 10 جلسات حول موضوعات متخصصة مثل الملوحة وإعادة استخدام المياه.
هيئات دولية معنية بالمياه والمناخ والبيئة، بالإضافة إلى القطاع الخاص والشركات التقنية المهتمة بعرض ابتكاراتها.
المتحدثون والمشاركون
عدد المشاركين يُقدّر بأكثر من 26,200 مشارك، من بينهم 1,895 متحدثاً رئيسيًا على المستويين الإقليمي والدولي.
يتضمن الأسبوع 125 جلسة متنوعة، تغطي مواضيع تقنية، سياسية، بحثية، ابتكارية، وورش عمل متخصصة.
فعاليات جانبية تشتمل على مسابقات مثل:
مسابقة “أطروحة الثلاث دقائق” لعرض رسائل الماجستير والدكتوراه في ثلاث دقائق.
مسابقة “أفضل مشاريع التخرج” بين جامعات مصرية.
“شباب المبتكرين في مجال المياه” لطلاب المدارس والمبتكرين الشباب.
معرض مصاحب لعرض أحدث التقنيات في مجالات المياه، وجدت فيه 22 شركة ومنظمة حجزت مساحات لعرض ابتكاراتها.
الفعاليات البارزة اليوم – يوم الافتتاح
بما أن اليوم هو اليوم الأول من أسبوع القاهرة الثامن للمياه، فإليك أبرز ما يحدث:
افتتح الحدث بكلمة مسجلة للرئيس السيسي ضمن الجلسة الافتتاحية.
بدأ العمل في القاعات المختلفة بجلَسَات تتناول موضوعات مثل الملوحة وإعادة استخدام المياه، وفق جدول مشاركة IWMI الذي ستُقدّم فيه جلسات متخصصة ضمن الأسبوع.
انطلقت مسابقات اليوم الأول مثل “أطروحة الثلاث دقائق” ومسابقات عرض المشاريع، حيث تأهل 12 متسابقاً من مصر، الصين، وكينيا.
المعرض المصاحب بدأ في استقبال العارضين لعرض أحدث الحلول التقنية للقطاع المائي.
استخدام تطبيق مخصص للأسبوع (CWW 2025) للمشاركين لمتابعة البرنامج والفعاليات وآخر التحديثات.
التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر والسياق المتصل بأسبوع المياه
أسبوع القاهرة للمياه لا يُعقد في فراغ؛ بل في ظل واقع مائي ملح، يواجه تحديات كبيرة. من أبرزها:
الضغط على الموارد المائية
مصر تعد من الدول الأكثر عُرضة للتوتر المائي، بموارد مائية محدودة مقارنة بالنمو السكاني المتسارع والطلب المتزايد على الزراعة والصناعة.
تغير المناخ والتذبذب الهطولي
فترات الجفاف المتكررة، الفيضانات المفاجئة، والتغير في نمط الأمطار تمثل تهديدًا لاستقرار الإمداد المائي.
سد النهضة والتوترات على حوض النيل
قضية السد الإثيوبي تظل في صدارة النقاشات المائية لمصر، حيث تخشى من اتخاذ خطوات أحادية قد تؤثر على حصة مصر من مياه النيل. في كلمته الافتتاحية، أكّد الرئيس أن مصر ترفض أي إجراءات أحادية على نهر النيل.
تلوث المياه والموارد الجوفية
تسرب الملوثات، الاستخدام المكثف للأسمدة والمبيدات، والتصرف غير المنضبط لمياه الصرف تسبب تدهورًا في جودة المياه.
نقص البنية التحتية والتقنيات
العديد من المناطق تفتقر إلى شبكات صرف ومعالجة متطورة، أو صيانتها ضعيفة، مما يؤدي إلى هدر مياه كبير.
التحديات المؤسسية والتنظيمية
تنوع الجهات المسؤولة، ضعف التنسيق بين المؤسسات، نقص تمويل البحوث، والحاجة إلى سياسات مائية مرنة قائمة على بيانات دقيقة.
أسبوع القاهرة يشكل فرصة مهمة لمواجهة هذه التحديات عبر حوار متعدد الأطراف وتجارب دولية ناجحة يمكن أن تُطبَّق في السياق المصري.
القيمة المضافة وأهمية الحدث
يُعدّ أسبوع المياه منصة لإطلاق المبادرات الاستراتيجية والمشروعات المشتركة على المستويين الوطني والإقليمي.
تشكّل التوصيات والنُتُج البحثية التي تخرج من الجلسات منصة لبلورة سياسات مائية جديدة تدعم استدامة الموارد.
يتيح الحدث فرصًا للتلاقي بين القطاع الخاص والباحثين والممولين، مما يُعزّز استثمارات التكنولوجيا المائية.
يُكسب مصر مكانة متميزة على الساحة الدولية كمركز للحوار المائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.