مَنْ ذا سِواكِ.. يَردُ مُلْكَه


بقلم : أنس الريمي
المشهد الأول
يَحكي لناظِرهِ حكاية ..
مَن أَضَاعَ هُنا خَلِيلهْ
يَنْعٌ تَفَتَّحَ مُذ رأى ..
في الروضِ زهرتَهُ الجميلة
فأَمَالَ نحو رحِيقِها ..
ظمِئً لِينْهلَ سلسبيلَهْ
ساقَ الربيعُ دلالَهُ ..
وشَذَت نسائمُه العَليلةْ
_____
المشهد الثاني
لَحنُ الزهورِ أذابني وَجْداً
وكنتُ بغير وَجْدِ
فهَمْستُ في أذنِ المساءِ
حبيبتي والخدُ وَردي
فهَما الغمامُ بِصَيْبهِ
فبِمِعطَفي احْتَمأَتْ وبُردِي
سَكَبَتْ هَوَاها في كُؤوسِ صَبابَتي
فأَضَعْتُ رُشْدِي
_______
المشهد الثالث
يا حَبَّةِ المَطرِ التي
تَنْسلُّ مِن بين الضَفائِر
أَعَبثْتِ بالشعرِ الحريرِ
تَركْتِه غَجَرِيَّ ثَائرْ
وعَلِقْتِ في خصْلاته كَلآلئٍ
لَمَعَتْ لِناظِر
رِفقاً بقلبٍ لم يَزلْ
غِراً تُراقِصُهُ المَشاعِرْ
__________
المشهد الرابع
أسْكَنتني قَصراً من الأحلامِ..
يَسكنهُ الأحِبّهّْ
مَلِكٌ أنا في عَرشهِ
أَلبَسْتنِي بالحبِّ ثوبَهْ
ونَهلْتِ من ماء الدلالِ..
لِتسْقِني ياريمُ عَذْبَهْ
فإذا الفِراقُ أزاحَهُ..
مَنْ ذَا سِواكِ..
يَردُ مُلكَهْ
__________
المشهد الخامس
يالوعةً في خافقي
وقد استباحَ الأمسَ حُضنَك
دقاتُ قلبي عَانقَتْ
بالحزنِ دَمعَاً قَدْ أَهَمَّكْ
فَرجوتُ أن تَبقَى
ولكنَّ الرحيلَ أَناخَ قُربَك
دقاتِ قلبي تائهاتٍ
ضائعاتٍ عِند دربِك
_________
المشهد السادس
واليومَ يَسْكنُ مُقلتي
يَحْتلُني شَوقِي رُؤاكا
رَحَلَتْ جُفونُك لَمْ يَعَدْ
للقلبِ مُتكئٌ هُناكا
عهدٌ تَولّى بالهَنا
وحْدي هُنا أَحْيَا سِواكا
لكنَّ بي أَملٌ..
بأنَّك عَائدٌ وغَداً أَراكا