مقالات

ذات ليلة.. قصة

مرشدة يوسف فلمبان

مرشدة يوسف فلمبان

في ذات ليلة موحشة كانت تترقب خيطََا واهيََا مرتسمََا على آفاق سعادتها التي أطاحت بها السنوات المدلهمة بالذكريات المؤلمة.. وتعسف جروح وجدانها.. وشرود ذهنها.. محاولة الهروب من متاعب ذكريات تؤرق أيامها.. ولكن اللحظات كانت لواقع تظنه جميلََا.. فبعد رحلة النسيان الطويلة أنتشلها من شرودها صوت من خلال أمواج الحنين يغزو سمعها.. يناديها هي ذاتها النبرات الدافئة التي أعتادت سماعها في سنوات طفولتها.. وماضي صباها.. تلفتت حولها أختلست النظر إلى مصدر ذاك الصوت بين جنبات أجوائها الحزينة الخالية من ضجيج البشر.. فوجئت بصورته الحبيبة ممزوجة بتجاعيد العمر.. ولكن ملامحه الجميلة بها مسحة من متاعب الحياة.. أرهقته وسرقت أحلى مراحل عمره..

وفي لحظات ذهولها مزقت ستائر النسيان

وكسرت حواجز الماضي بكل شوق العمر.. تقدمت إليه مدت له ذراعيها لتعانق زمنََا طال انتظاره.. ولكن كان عمر اللقاء قصيرََا.. أمسى وهمََا وسرابََا في هيئة حلم صباها.. ما أقسى الواقع في دائرة الأحلام المغلقة..!!

خنقتها العبرات لهفة وشوقََا لذلك الحب الضائع بين ركام السنين المنسية..

ولكنه مازال حبها الأول يفيض نقاءََا في صباها..و حاضرها..

وغدها ليكون واجهة مستقبلها الثقافي.. وإلهامها في رسم كلماتها.. رغم غصات الحنين الموجعة!!!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى