مقالات

ما انتبهت!

بقلم : نجلاء عمر بصفر

بقلم : نجلاء عمر بصفر

حين نعتقد ذلك، حتماً نحن نخطئ التقدير…

حين نعتقد، بل ونجزم، أن بعض الكلمات قد تنقذ موقفاً أو علاقات من الانهيار، نخطئ حين نجزم أننا “مالنا دعوة بأحد”، وأن كلمة واحدة قد تريحنا وتنقذنا من “وجع الرأس” على قولهم. فكلمة (ما انتبهت) أو (ما ركّزت) هي المنقذة – في نظر البعض – على كل حال، في حين أنها تهدم أكثر مما تبني، وتُغرق أكثر مما تنقذ.

فأحياناً نفعل أموراً تُعدّ نوعاً مفرطاً من الأنانية بزعمنا أننا ننقذ موقفاً أو علاقة، وفي المقابل لا يهمّنا انهيار القيم والمفاهيم.

عندما ندّعي أننا لم ننتبه لموقفٍ واضحٍ للعيان قد تعرّض له أحدهم، فاستعان بنا ثقةً في مصداقيتنا وعدالتنا، يُفجع حين يسمع كلمة (ما انتبهت) وسط ارتباك صوتٍ مزيف، ومعايير مهزوزة، ومثلٍ هشّة قابلةٍ للكسر أمام أول موقف بسيط، في دلالةٍ على هشاشتها وزيفها.

نعم، إنها كلمة نحن قائلوها (ما انتبهت) لضعف الموقف وهشاشة الصلات، التي قد يظنّ الرائي لها – من بعيد أو قريب – أنها متينة، بينما هي قائمة لا على التغافل، بل على التظالم، حتى وإن بدت بعض المواقف ظاهرةً للعيان بكل تلك التفاصيل الصغيرة التي يتنبه لها ابن السبعة أعوام، فكيف بمن عاصر الحياة!

فعلاقاتٌ مثل تلك، إن كانت تخاف من الانهيار لمجرد كلمة واحدة، فهي حتماً قابلة للانكسار والسقوط.

فكلمة (ما انتبهت) – في حين أنك انتبهت وشاهدت وتذكّرت كل تلك التفاصيل – هي شهادة زور بحد ذاتها، فشهادات الزور لا تتوقف عند أبواب المحاكم فقط، بل هي في البيوت الكبيرة قبل الصغيرة، وفي التجمعات والمحافل، حين تُؤذى من شخصٍ يتقن فنون الإيذاء، فتُفاجأ بكلمة (ما انتبهت)!

يا لقوة الكلمة… ويا لقوة صاحبها.

ودمتم بود

 

وهل للكلمات أثر؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى