مقالات

مع الحياة

مرشدة يوسف فلمبان

مرشدة يوسف فلمبان

أحبتي وإخوتي الكرام:

جميعُنا يدرك تمامًا أن الحياة صراع من أجل الماديات والشكليات والمظاهر الزائفة. حتى في أوقات الخلود إلى الراحة، تكون الأفكار في دوامة وصراعٍ مستمر. وتصطدم خيالاتُنا بالواقع، ولا نشعر بذلك إلا حين تنصهر تلك الخيالات في محكّ الواقع المؤلم، في مباراةٍ مثيرة من مباريات الحياة المضطربة بين أحضان الدنيا الفانية.

لكن ليت النفس تُدرك ساعة الصراع أنها لا بدّ وأن تنتهي، وتتلاشى معها الأحلام الموهومة، وقصة الكفاح الطويل التي تُطوى بين مدافن النسيان. وليت المرء يُدرك أن كل شيء سينتهي مع توقّف النبضة في الخافق، ومع انصهار الأرض تذوب الحياة في طريقها إلى العدم، حتى الكون يفرّ من المعادلة الصعبة المكتوبة على سطور الأقدار.

يهرب كل شيء ويتلاشى، وتبقى النفوس العابثة جوفاءَ فارغةً حائرةً في متاهات الندم، لا تحمل في كينونتها أيَّ عملٍ نافعٍ ترجع به إلى الخالق العظيم سوى الحسرة.

 

فمتى ندرك ذلك؟

 

حنين الأيام الحلوة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى