المنظمة العربية للتنمية الزراعية تحتفل بـ “يوم الزراعة العربي” وتطلق شعار “الاستدامة والصمود”


صموئيل نبيل اديب
تحت شعار “لنعمل معا ً على استدامة الواحات وتعزيز قدرتها على التكيف والصمود”، احتفلت المنظمة العربية للتنمية الزراعية (AOAD) اليوم بيوم الزراعة العربي 2025، والذي يوافق ذكرى مباشرتها للعمل في مثل هذا اليوم من العام 1972. وقد شكل الاحتفال لهذا العام منبراً لإطلاق نداء عاجل لتوحيد الجهود العربية والدولية لإنقاذ وتنمية الواحات العربية، التي وصفتها المنظمة بـ”الرئة” و”المخزون التراثي الحي” للمنطقة.
الواحات: ركيزة الأمن الغذائي والتنوع الثقافي
أكد بيان المنظمة على الأهمية الحيوية للواحات، مشيراً إلى أنها ليست مجرد نظم إنتاج زراعي، بل هي ملاذ آمن ومصدر عيش رئيسي لسكان الصحراء، وركيزة أساسية للاستقرار البشري والأمن الغذائي في المناطق الجافة وشبه الجافة. كما شددت المنظمة على دور الواحات كحاضنة للموروث الثقافي والهوية العربية الأصيلة وكمخازن طبيعية للمياه الجوفية والتنوع البيولوجي الثمين.
تنتشر الواحات كـشبكة حيوية تضم نحو 766 واحة موزعة على 12 دولة عربية، من بينها واحة الأحساء في المملكة العربية السعودية التي تعد من أكبر واحات العالم وموقعاً للتراث العالمي لليونسكو. وتتصدر الجزائر الدول العربية في عدد الواحات، تليها سلطنة عُمان والمغرب.
تحديات جسيمة ودعوة للعمل المشترك
أوضحت المنظمة أن هذا الإرث الحضاري والبيئي الفريد يواجه اليوم تحديات جسيمة تهدد وجوده، أبرزها التغير المناخي وشح الموارد المائية والزحف الصحراوي، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
ورداً على هذه التحديات، دعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى تحويل هذه الصعوبات إلى فرصة لتوحيد الجهود لتعزيز قدرة الواحات على التكيف والصمود. ويستوجب ذلك انتهاج خطط عمل شاملة ترتكز على الابتكار واستخدام التكنولوجيات الحديثة وريادة الأعمال والمشاركة المجتمعية، وتمكين المرأة والشباب.
وفي ختام بيانها، دعت المنظمة كافة الشركاء—من حكومات ومؤسسات بحثية وقطاع خاص ومنظمات عربية ودولية—إلى توحيد الرؤى وتعزيز التعاون، مؤكدة أن “مسؤولية حفظ هذا الإرث … واجب وطني وقومي”. وشددت على أن الهدف لا يقتصر على الحفاظ على الماضي، بل ضمان مستقبل ينعم بالأمن الغذائي والاستقرار للأجيال القادمة، ووقف هجرة سكان الواحات إلى المدن.
وبهذه المناسبة، تقدمت المنظمة بالتهنئة والتقدير للقادة ووزراء الزراعة العرب، ولجميع العاملين في القطاع الزراعي والأنشطة المرتبطة به، متمنيةً تحقيق طموحات توفير غذاء آمن وصحي لجميع المواطنين العرب.