الأخبار العربية والعالمية

المسرح العربي بعد العولمة: “ترحّال” يمثل الهوية السعودية و”الرحباني” يعكس الواقع اللبناني

صموئيل نبيل اديب 

صموئيل نبيل اديب 

شهد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين نقاشًا فكريًا حيويًا حول مستقبل المسرح العربي في عصر ما بعد العولمة. سلطت الجلسة النقاشية، التي شارك فيها باحثون من السعودية ولبنان، الضوء على تجربتين مسرحيتين بارزتين تعكسان التطورات الفنية والاجتماعية في المنطقة: عرض “ترحّال” السعودي الذي يحتفي بالهوية والتراث، ومسيرة المسرح الرحباني التي تحولت من المثالية إلى الواقعية.

عرض “ترحّال”: مسرح العروض الغامرة كأداة لتمثيل الهوية السعودية

خلال الجلسة، قدم الكاتب والباحث المسرحي الدكتور صالح زمانان من السعودية ورقة بحثية حول عرض “ترحّال” الذي أطلقته وزارة الثقافة. وصف زمانان العرض بأنه تجربة مسرحية ضخمة وفريدة من نوعها تنتمي إلى “العروض الغامرة” (Mega Show). وأوضح أن العرض مصمم وفقًا لأعلى المعايير العالمية ليُقدم تجربة حسية فريدة تحتفي بالثقافة السعودية وتُبرز دور التراث في تحقيق رؤية المملكة 2030.

وأشار زمانان إلى أن العرض تم بناؤه في الدرعية الأثرية، مهد الدولة السعودية الأولى، مما يعزز رمزيته. كما أكد أن “ترحّال” يستخدم منهج “التناص” بشكل إبداعي، ليصبح “عرضًا جامعًا” يمزج بين الإرث المتنوع وعلاقة الشخصية المعاصرة بهذا التراث. واختتم مداخلته بالتأكيد على أن العرض يمثل نموذجًا للتفاعل الإبداعي بين النصوص والثقافات، ويؤكد على أن الهوية الثقافية عملية ديناميكية تتشكل من خلال الحوار والتفاعل مع الآخر.

آن ماري سلامة: زياد الرحباني كسر مثالية الأخوين وواجه واقع لبنان

من جانبها، قدمت الباحثة آن ماري سلامة من لبنان ورقة بحثية عن “تحوّلات المسرح الرحباني”، محللة العلاقة الجدلية بين مسرح الأخوين رحباني ومسرح زياد الرحباني.

 

أوضحت سلامة أن المسرح هو انعكاس لقضايا البيئة، وفي لبنان، كان مرآة لواقعه المتعدد والمعقد. وقارنت بين رؤية الأخوين رحباني المثالية والشاعرية للبنان، التي استخدمت لغة شعرية فصحى تقترب من الأسطورة، وبين رؤية زياد الرحباني الواقعية والساخرة. وأشارت إلى أن زياد اعتمد على اللغة المحكية اليومية ليعكس الانهيار الداخلي وتناقضات المجتمع اللبناني بعد الحرب الأهلية.

وأكدت سلامة أن هذا التحول لم يكن مجرد اختلاف في الأسلوب، بل كان انعكاسًا لتحولات المجتمع نفسه، الذي انتقل من حلم الدولة المثالية إلى صدمة الحرب الأهلية. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المسرح اللبناني كان دائمًا فعل حياة، يعكس تناقضات بيئته ويؤثر فيها بقدر ما يتأثر بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى