شعب طموح وقيادة رشيدة


بقلم : حنان سالم باناصر
منذ أن وحّد الملك المؤسس هذه البلاد المباركة، والمملكة تضرب للعالم أجمل الأمثلة في التلاحم بين القيادة والشعب. قيادة حكيمة ترسم الرؤية وتفتح الطريق، وشعب طموح لا يعرف المستحيل، يثابر ويتعلم ويبتكر، ويحوّل أحلامه إلى إنجازات يفاخر بها العالم. هذا التلاحم جعل المواطن السعودي حاضرًا في كل مجال: في المختبرات الطبية، وفي قاعات البحث العلمي، وفي المصانع والمشاريع الكبرى، مثبتًا أن الطموح السعودي لا سقف له.
لقد جاءت رؤية السعودية 2030 لتكون نقطة تحول، فهي لم تُصمم فقط كخطة تنموية، بل كإيمان عميق بقدرة الإنسان السعودي على أن يكون محور النهضة. فبفضل هذه الرؤية، فتحت الأبواب أمام الطلاب والباحثين ورواد الأعمال، ووفرت لهم الدعم بالتعليم والتدريب والتمويل، ليتسابقوا على الإنجاز. ولم يخذل الشعب قيادته، بل كان عند حسن الظن، فحصد الجوائز العلمية في محافل مثل معرض آيسف للعلوم والهندسة، وأسهم أطباء ومهندسون سعوديون في إنجازات صحية وصناعية لاقت اعترافًا عالميًا، لتظل المملكة حاضرة على منصات التتويج.
وما يميز المجتمع السعودي اليوم هو وعيه العميق بمسؤولياته، حيث يبتكر الشباب مبادرات نوعية تخدم وطنهم، سواء في التعليم أو البيئة أو التقنية. مثل تلك المبادرات التطوعية التي تُنظم ورشًا للشباب، أو المشاريع الناشئة التي تستثمر التقنية في الزراعة والطاقة. وقد وجدت هذه الجهود دومًا دعمًا رسميًا يسندها، سواء عبر برامج التدريب المهني المجاني، أو عبر حاضنات الأعمال التي تتيح للشباب الانطلاق دون أعباء مالية تثقل كواهلهم.
وفي قلب هذه المعادلة تقف الإنجازات الكبرى التي تشهد عليها الأرض: مدن صناعية تنمو بسرعة، مستشفيات متقدمة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي بات رمزًا للتميز الطبي، ومشاريع مستقبلية مثل نيوم التي تعكس طموحًا لا يحده أفق. كلها شواهد على أن القيادة تضع الرؤية، والشعب يحولها إلى واقع.
وهكذا تبقى قصة الوطن واضحة المعالم: قيادة رشيدة تؤمن بإنسانها، وشعب طموح يثبت يومًا بعد يوم أن المستحيل كلمة لا مكان لها في قاموس السعوديين. ومع كل إنجاز جديد، يتأكد أن المملكة ليست فقط تصنع حاضرًا مزدهرًا، بل تبني مستقبلًا يليق بطموحها ومكانتها بين الأمم.