كلمة ” لا “


بقلم: نجلاء عمر بصفر
كم كلفنا الأمر؟ وكم كفلنا ذلك التأخير في اتخاذ ذلك القرار الخطير جداً؟! والذي كلفنا صحتنا وعافيتنا ، مشاعرنا قيمتنا كرامتنا أحياناً كثيرة ، مقابل ذلك التأخير الخطير بقول كلمة ( لا) بشتى صورها على مالا نستطع فعله ، ومايفوق طاقتنا البشرية ، في حين أن هناك أطراف لا تعرف سوى كلمة (لا) حتى على أبسط أساسيات حياتهم اليومية دون خجلٍ او وجل .
أما أنتَ ياصاحب الطبطبة وكلمة ( نعم – وطيب وحاضر ومايصير خاطرك إلا طيب ) دون استثنائك للأشخاص الذين يستحقون ذلك وقد جعلت كلمة نعم بمثابة البطاقة الخضراء للدخول بها عليك وإلا فإنه لادخول وسيتم نبذك وإقصائك وإياك أن تتجرأ بقول ( لا) لأصحاب مبدأ ( الاستحقاقية ) وهي المتاحة لهم وقد كنتَ متاحاً طوال الوقت ، فهلا أخبرتني ماذا جنيت ؟ ستخبرني أنه الأجر ! بالتأكيد الأجور من الله ، لكن لن يؤجرك الله على إيذائك لنفسك وتعريضها لكل تلك المعارك و ذاك التعب وقد أمنك الله على نفسك أولاً وأخيراً..
هي (مسألة وقت ) حقيقة ً قيلت ( مسألة وقت) ذلك الوقت الذي طالما مضى وسنوات قضت ونحن نلهثُ لإرضاء الآخر دون نتيجة ليأتي أحد متصدري كلمة( لا ) أنت تطلب أجر؟ ماحد طلب منك ؟ كالعادة أولئك هم نفسهم أبطال قصص (اللي في قلبي على لساني وهم أنفسهم الذين يقولك المجتمع ( معليش هو كذا ) ( هو اتعود أنك تكون معاه طيب )
نحن لم نعود أحداً بل هو من تربى في بيئة يعتبر الطيبة ضعف وخوف .. وهو لم ينتبه لردوده الرصاصية السامة ، كل ذلك من وراء كلمة ( نعم ) والتي يجب أن تكون لها قوانينها .
وقد اعتبرناها على أقل تقدير حسب فهمنا البسيط آنذاك أنها طوق النجاة للخلاص من الكثير من المشكلات وهي التي تخفض وتقلل من خسائرنا البشرية ولم نك نعلم ان تلك لم تكن خسائر بل مكاسب فالإبتعاد عمن لا يدرك قيمتنا حياة جديدة .
فكم كلفنا هذا التأخير المتأخر جداً ، من صحةً وعافية وإهدار للقيمة والمشاعر والوقت ودخولنا ضمن دوائر ( أزمات الإثبات ) لنريد إثبات شيءٍ ما لأناسِ قرروا فجأة أن يروك كما يحلو لهم ، وكم أحدث أولئك من الضجيج والضجر في حياتنا لتكون الحكم في تفحص معادن الناس لدرجة علمتنا اننا بحاجة للهدوء والسكوت والصمت العميق لأن الفوضى التي أحدثوها أوشكت أن تعم أنفسنا بشكلٍ أبدي أيضاً جراء كلمة ( لا) قيلت متأخرة وكان لزاماً ان تُقال منذ زمن لتكون الحكم في تفحص معادن من هم على قوائمك لتجد نفسك وقد حذفت أعداداً مهولة منهم ..وقد كنت عنهم غافل..
نعم كلفنا الأمرُ كثيراً مما لا يحصى عده ووصفه أو شرحه وحان الوقت لإعادة ترتيب الأمور والأشخاص.
ودمتم بود