الأدب والشعر
ذاكرة


مريم عبدالرحمن الهوتي
إني أولدُ
كُل يومٍ في ذاكرتي
ولكني أولدُ كبيرة
أولدُ في الساعات الأولى
من كل فجر
ومن ظلمة الفجر
إلى ظلمة المساء
أضل أمشي
دون توقف
ماسكة بعكازتي
فاقدةً ذاكرتي
وبحوزتي
أكياس دواء
وشتلات ُ ورود
كلاهما شفاءٌ لجسدي
أمشي في مسارٍ واحد
لا غيره
تأخذني قدماي
إلى كل مقومات الحياة
أرمي على طول الخط
الذي أمشي عليه عيوني
أشيخُ كل ساعة
ويُرجعني الربيع
لعمر الزهور
الشمس تغزل بياض شعري
وتصنع منه الغيوم لتظللني
طريقي طويل
والنهار قصير
وأنا المتمسكة بالسعادة
أمشي وأرمي بقايا أحزاني
على قارعة الطريق
دون الالتفات ورائي
تهبُ الرياح
وتدور طاحونة الحياة بي
بحجم الساعات
يتسع فكري
وتعود إليّ ذاكرتي
حتى يصغر عمري
في كل مرة تتحرك فيها
عقارب الساعة
ينمو ظلي ويكبر
إلى أن يُغطي شيب شعري
فتهدأ الرياح
ويبدأ الظلام
وأرمي بثقل رأسي
على وسادتي
فينساب شِعري..