معزوفة النغم الحزين


مرشدة يوسف فلمبان
أنت لي كمعزوفةِ النغمِ الحزين، عصفتْ أبوابُ قلبي، وكم ذابت الأحرفُ في خافقي، ونالتْ مني أنزيماتُ حبّك!
شيّدتك أحلامًا في حياتي، وكم طافت عليَّ ظلالُ غرامك، فتزاحمت بخلجاتي، وكبرتْ معاناتي وآهاتي.
هواك سلبَ رِقّة قلبي، ولطائف نبضي.
ملامحك الحزينة طافت بأجوائي، فأضفتْ على مشاعري آلامَ العمر المنسيّ في أرشيف الذكريات.
ليتك لم تكن قدري ولا نصيبي، ولم تجمعني بك الصدف، ولم تكن محضَ اختياري.
وها نحن على رصيف العمر نبقى في محطة الانتظار، وأصبحت الأعمار كضوء شمعةٍ خافت.
ليتني أستطيع مراجعة أوراقي، وأحظى بوقتٍ كافٍ ألملم ما تبعثر من أجزاء فؤادي،
أراجع سمفونية حبّي الحزينة، أضيف إليها مسحة سعادة، وحفنة شوق.
وليتَ ما كسره جبروتُ الأحداث يجبره الحنين، ويا ليتَ ما زمجره طغيانُ التوجّع تطويه أنفاسُ الأمنيات المخملية،
ولألأةُ النجومِ بأفراح العمر!
لن أستسلم لهمومي مهما كانت كبيرة،
ولن أقف عاجزةً عن آمالي ولو كانت بعيدة،
ولن أحزن لو تداعى على أجوائي البلاء، بل ألجأ إلى جابر الكسور دومًا وأبدًا، إلى خالقي العظيم.
فهل تعرف بأنك أنت معزوفةُ النغم بالنسبة لي؟
وهل شعرتَ بأني لك معزوفةُ نغم؟
نعم، يا أنا وأنتَ والنغم… نعزف معًا سيمفونية الحياة الحلوة..!