د.آمال بوحرب_ تونس
كل ما فيك يغريني
أيها السحر العجيب
كل ما فيك يعيد تكويني
وكل ما فيك له مذاق غريب
فيك رائحة الحقول بعد المطر
تتسلّل بين أرصفة المدن
تداعب أصابع المارّين
وفيك أصوات الأطفال تتراقص على الأزقّة
كأنها موسيقى لم يُكتب لها نوتة بعد
وفيك أبواب البيوت القديمة تُفتح بلا قرار
تدعوك لتدخل حكاياتها
وتجد نفسك تائهًا
بين ضحك الشرفات وهدير الأسواق
فيك نهر ينساب بلا توقف
يمرّ تحت جسور التاريخ
يحمل أسرار المدن وينثرها في كل زاوية
وفيك شجرة عتيقة
تتباهى بظلالها على الحواري
وحائط يحفظ رسائل المحبين
وزائرون من بلاد بعيدة
لا يرونك إلا كلوحة معلّقة
يبتسمون قليلًا ثم يرحلون
تغيب صورهم مع امرأة
تبيع الزهور في الساحات طول النهار
فيك كل امرأة… إلا أنا
ظلّ يتلاشى في المدى
قد حكم الزمان بيننا
ولم تنطفئ خطاك في دمي
ما زلت هنا
أسمعك في ارتجاف النوافذ
وأراك في ارتباك الشموع
أيها الوطن الوسيم
لقد ختمتَ بعينيك جواز سفري القديم
فما عدتُ أملك تأشيرة عبور
ولا أوطانًا إلا أنفاسك
ولا حياةً إلا أن أراك
في كل قصيد جميل
فمتى أيها
تفك أسرِي وتطلب
سراحي
