الأدب والشعر

ماذا لو نطق الحنين؟

حسام الدين الغيري

حسام الدين الغيري

كأني لم أعرفك قط منذ سنين وظننت أنك ستسكتين على الكلام المباح وظننت أني سأكون على عهد بآخر اجتياح. حسبت أن روحك منهكة فأنت الغزال طالما الأسد اشتهاها، عبث بلحمها ثم تركها في فراش الموت مأواها، اضطلع على جميلة لم يكن في الكون إلاها، جعل العظام رميما وقبل فيها كل متعة تأملها فأحياها. لمس فيها ينابيع الجمال فجعل يلملم أحزان الماضي بقبلة بين عينيها ودمع تسلل بين الجفون فركعت له الشفاه حالمة وكأنها تنادي من يحتويها وترتمي في أحضانه فيحكيها قصصا للعشاق فيحييها. و يلامس شعرها الذي في سواده شوق لحبيب يبدأ حكاية فينهيها، يجوب المدينة فيسلم على أهاليها، يلوح في الأفق بأنه عظيم القوم في الكرى منجيها، سليل أشراف عفا على فئة إعترفت برداءة ماضيها،ولو سئلوا عما فعلوا لقالوا نحن تابعي تابعين، نجهل مع الجاهلين ونحسب أننا خيرا فاعلين. وكأنه في سواد شعرك يا حياتي عذاب عذب تسلل في جسدي فلعلها العلة للروح مبعثرة وللجمال مطهرة . فكأني ذلك الطفل الذي عشق السواد فارتوى كالعطشان بمعانيه، وكأني قد هويت حزنا وأرقا استسلم له اسمي واهتزت له حروفه.

حاء/ الحلم المحتمل، الحنين المحكي، حزن الحواريين وحرب المحررين، حانة النصر وحانات النساء، كثيرة هي حانات الحياة

سين/ السائل، المتسائل، السؤال الصعب، المسألة المحسومة، السكون العاصف، الحبيبة المسكونة والمعشوقة المسكينة

ألف/ الأمل الضائع، الأمة المائتة، أنات الفراق وألم الالتقاء، تلاقي الأذرع وانصهار الشفاه، أيام الخلاء والعشق بالإيماء

ميم/ المثابر، المحارب، الممر المرير، المتعة المنسية، المنى الممنوع، الصمت المريب والمصير المجهول

فماذا لو نطق حنيني إليك فأقبل في الساحات يديك وأهجر في أيلول جبالي لأحضن في الحال آيات الجمال. وقد مضى نيسان وقد نساني، فأنا العاشق المحب التائه الفاني في زمن أسره حديث المعاني.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى