مقالات

نهاية عام

  بقلم الكاتبة: نجلاء عمر بصفر 

  بقلم الكاتبة: نجلاء عمر بصفر 

ومع نهاية كل سنة وبداية أخرى.. منا من تمر عليه سنةً ومنا من يمر عليه عاماً ..

ومابين لحظات وداع واستقبال .. وكالعادة تتجدد عبارات الاعتذار للنفس من إيقاعها مع أناسِ خذلونا ولم تكن تلك النهايات المتوقعة.. بأن تكون النهايات السعيدة والبقاء.. وتارةً الامتنان والشكر والعرفان لأناس غمرونا بكل خير وحب.. وفي كل سنة نعيد نفس الرسائل من نفس الأشخاص ولنفس الأشخاص أو إضافة آخرين ولانعلم هل هذا سوء اختيار منا ام أنها سُنة الحياة وأقدارنا وهكذا تمر السنوات بنفس العبارات ونفس الدروس والتي لانعتبر منها ..

والمشكلة ليست هنا، بل أننا أحياناً نعيد نفس الأخطاء بحق أنفسنا باختيارات خاطئة ترهقنا وتأخذ أفضل ما لدينا وتجهد مشاعرنا وتستهلك أحاسيسنا وتفكيرنا.

ومع أن الدنيا لازالت بخير.. لكن لا تعلقوا على أحدٍ الآمال.. ولاتراهنوا على أحد.. ولا ترفعوا سقف التوقعات حتى ينتهي عامكم.. بل وكل أيامكم بسلام.. فأكثر ما يسقط ويكسر هو الرهانُ على الأشخاص الخطأ

وأكثر ما يزيد التعب ويرهق التفكير هو أن تعطي!! وتتوقع المقابل.. وهذا مالا يحدث فلا تتوقع المقابل فالعطاءات الدائمة هي التي تٌعطى دون توقعات إلا توقعُ واحد مسموحُ به وهو ألا تؤذي من بذل من أجلك ووقف بجانبك.. أما ماعدا ذلك فتوقع الواقع والذي لا يجعلك تدخل في دوامة التعب والإرهاق النفسي والاستهلاك العاطفي المشاعري.

كل ما أستطيع قوله مع تلويح هذا العام بالوداع

لا تجعلوا أولوياتكم لأحدِ خارج محيط أسركم الصغيرة وعائلاتكم.. فهي الباقية والبقاء لله.. تلك الأسرة الصغيرة والتي إن حدث لك شيء لا سمح الله لن تجد وجوهاً غيرهم معك وحولك لا تبالغوا في ردود أفعالكم تجاه الآخرين كثيراً فهناك من يستحق كل جميل.. ولاتفوتوا لحظات وأيام مراحل أعمارهم تضيع دون تسجيل ذكرى حلوة او موقف يستحق أن يحفر في الذاكرة بسبب من كسروا .. فلا تجعلوا أيديهم تطول ذكرياتهم فأصعب صناعة هي صناعة الذكريات لأنها غير قابلة للتبديل.. أصنعوها بحب وأحفظوها داخل قلوبكم وقلوبهم وبين أعينكم وأعينهم.

لا تضيعوا أيامكم الحلوة بالحزن على أناسِ لا يستحقون حتى الالتفات.. وأصنعوا ذكرياتكم مع عائلاتكم وأسركم وأجعلوا اللحظات تحكي عن حبٍ وخيرٍ واحتواء إجعلوهم يفتخرون بتلك الأيام ويحبون إعادتها وتذكرها ألف مرة، بل في كل ثانية تعني لهم الكثير واجعلوا وجوههم يكسوها الفرح وتكسوها السعادة كلما تذكروكم ترفقوا بمن هم سندُ لكم يوماً وترفقوا بحالهم.. فليس من النضج أن تهبوا لحظاتكم وأيامكم لمـــــــن لا يستحق وأن تبالغوا في ردود أفعالكم تجاه مواقف من أشخاص ما كان لنا حقٌ في إدخالهم حياتنا أصلاً.

اجعلوا الأسرة.. هي الأولى بالتفكير والرعاية فلا بديل ولا عوض عن العائلة ..وهنا أقصد العائلة الصغيرة والكبيرة أولاً لأنني مسؤولة أمام الله عن هذه العائلة الصغيرة  وبينما تمر الأيامُِ سِراعاً .

أودع صفحة لن تعود من حياتي وأرجو أن أكون قد فعلت فيها خيراً.. وقدمتُ معروفاً.. وزرعتُ محبةً وصنعت فرقاً جميلاً.. ورسمت ابتسامة وضحكة.. وحفرتُ أثراً طيباً .. أرجو أن تكون تلك الصفحة من حياتي .. أن تكون شاهدة لي عند الله لا شاهدة علي.. وأن اكونُ قد حصدتُ محبة بحسن المعاملة.

وأقدم اعتذاراتي

بما انه كانت آخر مقالاتي لهذا العام “اعتذار محترم”

أقدم كل اعتذاراتي عن سوء فهمي لأي تصرفٍ قمتُ به قصدتُ به خيراً وأُسيء فهمي.. وعن أي أذى

لا سمح الله قد أكون سببته لأي أحد دون قصد لأني مستحيل أقصد إيذاء أحد.. وأعتذر قبلاً.. وأولاً.. فأول فأول.. وأخيراً.. لأبنائي عن انشغالاتي عنهم يوماً وعن أي لحظات احتاجوني فيها ولم يجدوني .. وأعتذر لهم عن أي شيء صدر واقولها لهم .أنا أحبكم كثيراً فأنتم النعمة الأكبر في حياتي وسر سعادتي وادعو الله لكم دائماً بأن تكونوا سعداء وراضين وأنا مؤمنة أنكم الأفضل ولديكم الأفضل لأنكم أنتم بكل تفاصيلكم الصغيرة قبل الكبيرة الحلوة الداعمة لي  بدون أي ألقاب فأنتم من يضيف للألقاب حيزاً ومعنى.

وقبل الختام

أشكر الله على كل نعمة أنعم بها علي.. على نعمة الإحساس بالآخرين وعلى نعمة الوعي بما أقول وعلى نعمة العطاء الحمد لك يارب على ما منعت فما منعك إلا لحكمة وحماية.. وعلى كل نعمة أعطيتني إياها فأنت المتفضل بالعطاء الحمدالله على كل النعم صغيرها وكبيرها بكل تفاصيلها المحزنة والمفرحة..

الحمدالله الذي جعل لحزننا أجراً ولفرحنا أجراً ولألمنا ومرضنا أجراً؛ اللهم أعواماً مليئة بالبشارات التي نحب والمسرات التي تُفرِح.. والرضى والسعادة ومحبتك ورضاك أولاً

عامكم سعيد.. ودمتم بود

 

اعتذار محترم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
💬