بوح بعد انقطاع !

بقلم: د. لينة حسن عزوز
أتَغيّب أمداً بعيداً بسبب تحديثاتٍ يفرزها سياق الحياة ومقتضيات المعيشة، ولكنني في ثنيّات ذلك أستشعر كثيراً من المعاني، وأضعها بإحكامٍ فوق رف الاهتمام؛ لأعود إليها كلما سنحت لي الفرصة، أنسجم مع الكثير منها وتختلط بأجزاء من نفسي، أتماهى معها بالصوت والصورة والإحساس، يندلع أثرها في مساقات ذاتي، وأستنطقها في مكاتبات تسفر عن نهار ناصع، فإن الكتابة لون من ألوان البقاء على قارعة التفاعل الإنسانيّ الشاسع، في أثناء انخراطي في مهام متعددة تتطلبها مقتضيات العيش في مناكب الأرض _ كما ذكرت آنفاً_ أسترق النظر إلى عقول الناس وأدبياتهم وأنماط شخصياتهم؛ فأستردّ الأجزاء المنقوصة والمساحات المعتلة وأرممها وأسد العجز المعنويّ الحاصل، أتوغل في عمق المواقف فيهزمني الفضول لاستحضار القسط الغائب من النبل ومكارم الأخلاق، يذهلني كثيراً ذوو الدخل اللامحدود الذين حباهم الله سمواً وعلواً في الإحساس والتفاعل والحضور والاحتواء للآخرين، ويعجبني جداً أولو العزم والإباء الذين ينسجون مستقبلهم بالإصرار والتحدي، ويكرسون جهدهم لإنفاذ ذلك، لا يسألون الناس إلحافاً، ولا يتسلّقون ولا يَستجدون المكانة العليّة من الآخرين ..
كم يخضرّ قلبي حين أقف لوهلة على ذراع الإدراك؛ فأجلس وألتقط أنفاس لهفتي وأكتب على الجدران قصصاً تدبّ من خلالها العظات لأبتكر مفاهيم وأخلق بيئة حسنة نقية _ ما استطعت إلى ذلك سبيلاً_ وأزاول مهمة الدعم والإسناد؛ لأرسل الضوء للملأ حولي .
كم أخشى أن يسقط مني شغف، أو أفقد لهفة وسط الركام، أو أتقهقهر عن تبليغ الرسالة أو أداء الأمانة!
ما أحسنَ أن نبني لأنفسنا ممالك خاصة مشبّعة بالحكم والفوائد من تيارات الحياة .. !



