اعتذار محترم

بقلم الكاتبة :نجلاء عمر بصفر
فائق الشكر والاحترام والامتنان لأولئك الذين يقولون ” آسف وأعتذر وسامحوني.. وحقكم علي وماكنت أقصد ” دون تردد عندما يخطئون بحق غيرهم.. وكل التقدير لتلك النفوس القوية العميقة التي لا تنتظر مرور الوقت ليكبر الألم ويموت الشعور.. أولئك هم الأكبر والأقوى والأجمل والأعمق في الشعور وفي كل شيء جميل شكراً لأصحاب كلمة ” أعتذر ” ولمن ربوهم ألف بل مليون شكراَ..
شكراً جزيلاً لأبطال الكلمة الكبيرة.. لأصحاب الكلمة العميقة.. لأصحاب المعنى الدائم أثره في النفوس والقلوب.. ولأصحاب كمال الصفاء الذاتي.. شكراً من القلب ومن العقل ومن كل الجوارح.. للذين لا يتوانون عن الاعتذار فسمتهم الأخلاق بالمعنى الحقيقي.. شكراً لكل إنسانٍ عبر عن امتلائه نفسياً وعاطــفياً بــأن قال ” أعتذر والله ماكنت أٌقصد” عبارة تزيل في لحظة كل أذى وكل حزن وكل شوائب وتُرمم ما قد يُهدم وتُعيد الشعور بالمحبة لتعيدك مرة أخرى لاستقرارك وهدوئك خاصةَ عندما تكون من شخصٍ مهم .. شكراً لكل إنسان ربى إنسان مشبع عاطفياً لا يتوان عن الاعتذار.. شكراً لكل من لم يبحث عن الكلمات المؤذية لكسر او إيذاء غيره لأن ذلك ليس في قواميسهم فمستوى الثقة لديهم عالٍ جداً أولئك الذين لا يظهرون على حساب غيرهم .. حقاً من القلب شكراً إلى مالانهاية .
نعم تلك الكلمة والتي من عمقها وكبرها وجمالها أصبحت ثقافة مثلها مثل أي ثقافة.. لا ليس مثلها، بل هي أرقى الثقافات وأجملها وأجلها.. لدرجة أنها تبني وتهدم.
من الطبيعي ان يعتذر أحدنا إذا أخطأ على غيره وضع ألف خطِ ومليون ” قوسِ” حـــــــول ” غيره ”
فمن هم ” غيره” هذا موضوع أخر ناهيك عن نوع وحجم وعظم الخطأ فهناك خطايا لا تقبل ولاتدخل حيز الاعتذار.. بالتأكيد كلنا يعلم ذلك دون إطالة شرح أو وصف.. أما ” غيره” فهذه تختلف ابتداء من العائلة لخارج الدائرة فعندما تخطئ على أحد أفراد عائلتك مهما كان عمره وتمتعض عن الاعتذار حتماً أنك تعاني من مشكلة في إحساسك تجاه نفسك ودرجة تقديرك لذاتك فلم بكن يوماً الاعتذار انتقاصا، بل رِفعة ولم يكن يوماً الاعتذار ضعفاً بل قوة .. ولم يكن يوماً انكسار بل هو حتما على النفس انتصار ولم يكن يوماً خوفاً، بل شجاعة أدبية.. فلِما لا ندع المكابرة ونعتذر عندما نخطئ؟ ولماذا نترك للأخطاء أن تترك أثراً وعمقاً وجرحا ؟ لماذا نترك للأخطاء لتكبر وتنتفخ حتى أنها تبني في أنفسنا بيوتاً وتستوطن فتصبح عادة ذلك الإنسان هو الخطأ ليعتبره عادياً وأن الآخر حسًاسً بزيادة .. ونتساءل بعدها.. لماذا تغير علي ” أحدهم؟”
من الأخير …. لا تؤجلوا اعتذاراتكم.. لأنه كلما طال وقتها قلت قيمتها وبردت ردود صــــــــــــداها
لا تستبدلوا الكلمة القوية بأفعال وتقول ” فلان طبعه ما يعتذر لكن يعبر ويقول لك أقبل منــــــــــه هو ” كذا معليش ” وندخل في دائرة ” معليش هو كذا ” ليتمادى المخطئ ونعود لنفس الدائرة المفرغة ليعيش أولئك دون أقواس او حدود اجتماعية بسبب ” هو كذا ” ..
فإن كانت نفسك عليك عزيزة فنفسُ غيرك عليه أعز ” لا تخطئ” إذا كانت الكلمة ثقيلة عليك فتجريح الناس عليهم أثقل ً.
ودمتم بود



