جبال مكة المكرمةمعالم تاريخية طبيعية يحتفي بها اليوم العالمي للجبال

ابتسام حكمي
احتفاء باليوم العالمي للجبال الذي يوافق 11 ديسمبر من كل عام ليشكل فرصة لإبراز الدور البيئي والإنساني الذي تؤديه الجبال حول العالم، وتسليط الضوء على جبال مكة المكرمة بوصفها شواهد تاريخية متفردة ومكونآ طبيعيآ يعكس التنوع البيئي للمدينة المقدسة

تعد جبال مكة المكرمة من أبرز معالم الجزيرة العربية إذ ارتبطت ببدايات التاريخ الإسلامي وكانت مسرحآ لأحداث خالدة ارتسمت في الوعي الإنساني وتضم العاصمة المقدسة مجموعة من الجبال ذات الرمزية الدينية من أشهرها جبل حراء الذي يحتضن غار حراء مهد نزول الوحي لأول مرة، ويبلغ ارتفاعه نحو 642 متر عن سطح البحر، بمساحة تقدّر بـ 5,250 مترآ مربعآ، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية للمسجد الحرام على بعد أربعة كيلومترات منه
كما يبرز جبل ثور بغار ثور المرتبط بحادثة الهجرة النبوية، إلى جانب جبال أخرى ذات حضور تاريخي مثل جبل أبي قبيس الذي يعد من أقدم جبال مكة وأكثرها ذكرآ في الروايات التراثية
ولا تقتصر أهمية جبال مكة على قيمتها الدينية، بل تمثل جزءآ أصيلآ من الهوية البيئية للمدينة إذ تقع ضمن نطاق جبلي متدرج يمنحها تنوعآ طبوغرافيآ وجيولوجيآ ويؤثر في تكوين مناخها المحلي
كما تحتضن هذه الجبال غطاء من النباتات الصحراوية المتكيفة مع المناخ الجاف، إضافة إلى موائل طبيعية لأنواع من الطيور والكائنات البرية المرتبطة بالبيئات الجبلية
وتواصل الجهات المختصة في مكة جهودها لحماية البيئة الجبلية عبر برامج تهدف إلى تنمية الغطاء النباتي، والحد من التدهور البيئي، وتطوير المناطق الجبلية بما ينسجم مع معايير المحافظة على الطبيعة، إلى جانب مشاريع تسهل وصول الزوار والباحثين إلى هذه المعالم ذات القيمة الدينية والتاريخية.



