بدء أعمال الملتقى العربي السادس للتأهيل والاعتماد المهني بمسقط

متابعة : إسحاق الحارثي
بدأت اليوم بمسقط أعمال الملتقى العربي السادس للتأهيل والاعتماد المهني تحت شعار “نحو مهنية مستدامة ومعايير معتمدة”، الذي تنظمه جمعية المهندسين العُمانية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب والهيئة العربية للتأهيل والاعتماد المهني، ويستمر يومين.

رعى افتتاح الملتقى معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، بحضور عدد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص العاملين في قطاع الهندسة من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

ويهدف الملتقى في نسخته السادسة إلى تطوير منظومة الاعتماد والتأهيل المهني وفق أفضل الممارسات والمعايير الدولية، وتعزيز التكامل بين الهيئات والنقابات العربية العاملة في القطاع الهندسي، ومواكبة التحولات الرقمية عبر مناقشة دور الذكاء الاصطناعي والمهارات المستقبلية للمهندس، ودعم برامج التطوير المهني المستمر ومواءمتها مع احتياجات سوق العمل.

ويناقش المشاركون على مدى يومين خمسة محاور رئيسة، تتمثل في: السياسات والتشريعات المنظمة لمهنة الهندسة، وأطر الاعتماد المهني والتعليم والتدريب المهني، وسبل دمج التكنولوجيا في تطوير المهارات، والجودة والمعايير الدولية ومقارنتها بالنماذج العالمية، وسوق العمل والتشغيل ومواءمة المخرجات مع المتطلبات المهنية، والمستقبل الرقمي وأثر الذكاء الاصطناعي على المهنة الهندسية.
وقال المهندس فؤاد بن عبدالله الكندي، رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين العُمانية: “إنّ الجمعية كانت مستوعبة الحاجة الماسة لانضباط ممارسة مهنة الهندسة في خضم التنمية المتسارعة التي كانت تشهدها سلطنة عُمان”.
وأشار إلى أنه خلال العقد الثاني من مسيرة الجمعية، ترسّخت القناعة بضرورة الخروج بنظام متكامل يتمكن من ضبط ممارسة العمل الهندسي، والاطلاع والاستفادة من نظم قائمة في دول أخرى متقدمة في مجال الاعتماد المهني للمهندسين؛ فتمكنت مجالس الإدارة في ذلك الوقت من إنتاج نظام للتصنيف المهني للمهندسين، بما يشمله من وسائل للتحقق والقياس، وبما يمكن الجمعية من تحديد ومنح درجات مهنية للمهندسين في مختلف مجالاتهم وخبراتهم.
وذكر أنّ إصدار المرسوم السُّلطاني رقم 27 / 2016 يُعدُّ التشريع الأول في سلطنة عُمان الذي يشترط الاعتماد المهني على المهندسين العاملين في مكاتب الاستشارات الهندسية.
وأشار إلى أنه نظرًا لطبيعة حضور الهندسة والمهندسين في مجالات التنمية المختلفة، وضرورة الارتقاء بالممارسات الهندسية في كل المؤسسات المعنية بالمنتج المهني الهندسي، فقد كان لزامًا على الجمعية ألا تتوقف عند ما حققته لقطاع الاستشارات الهندسية فحسب، بل أن يشمل ذلك الارتقاء كل تلك المؤسسات. وهنا التقت الرؤية بين كل من وزارة العمل وجمعية المهندسين العُمانية لتغيير واقع ممارسة العمل الهندسي وضبطه من خلال منظومة مفصلة وشاملة، وخارطة طريق، واضحة المعالم، والمراحل.
ثم ألقى المهندس رائد الشربجي رئيس اللجنة المنظمة ورئيس الهيئة العربية للتأهيل والاعتماد المهني كلمة قال فيها: يسعدنا ويشرقنا أن نرحب بكم في هذا الملتقى الذي تنظّمه جمعية المهندسين العمانيين بالتعاون مع الهيئة العربية للتأهيل والاعتماد المهني، الجمعية التي تمثل أحد أعمدة تطوير المهنة الهندسية في وطننا العزيز، وتسهم بدورها الرائد في دعم الكفاءات وتعزيز الابتكار، ورفع مستوى الممارسات المهنية في مختلف القطاعات. ونغتنم هذه المناسبة للتعبير عن اعتزازنا بانعقاد هذا الحدث على أرض سلطنة عمان؛ أرض الإرث العريق والرؤية المستقبلية الطموحة، أرض السلام والحكمة، دولية الاستقرار التي تجمع بين عراقة التاريخ وطموح المستقبل، حيث يشكل المهندس العماني ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة والتحول نحو اقتصاد معرفي مستدام.
مضيفا: يأتي ملتقانا هذا الملتقى العربي السادس للتأهيل والاعتماد المهني – تحت شعار “نحو مهنية مستدامة ومعايير معتمدة”، ثمرة لجهود جمعية المهندسين العمانية بالتعاون مع الهيئة العربية لتأهيل واعتماد المهندسين العرب في اتحاد المهندسين العرب، وذلك لدعم التوجه نحو المضي قدمًا في العمل على تطبيق التأهيل والاعتماد المهني على كافة الهيئات الهندسية العربية، و لتبادل الخبرات في هذا المجال والاستفادة من تجارب الدول العربية وغيرها، ومن أجل تطوير الكفاءات الهندسية العربية لتواكب احتياجات سوق العمل، وللتأكيد على ارتباط التدريب والتعليم المستمر مع عملية التأهيل والاعتماد المهني ومنح المراتب الهندسية التي تعتمد على التطوير المستمر لتنمية مهارات المهندسين ومتابعة ما يستجد في مجال تخصصاتهم، وكذلك لنشر التوعية بأهمية التأهيل والاعتماد المهني وما له من أثر على المهندسين ومهنة الهندسة.
وأضاف: جاء ملتقانا هذا مكملًا للملتقيات السابقة في طرح ومناقشة أوراق عمل تستعرض خبرات المختصين في كل ما يرتبط بمجال التأهيل والاعتماد المهني، وتشمل محاور غنية عدة تضمن: التشريعات والتعليم الهندسي والكفايات المهنية الهندسية، والتجارب الرائدة في التأهيل والاعتماد المهني، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات المستقبل، والتعاون الإقليمي في التأهيل والاعتماد المهني.
وقال: ضمن إجراءات الاتحاد الساعية لتميز المهندس العربي والرقي بمستوى مهنة الهندسة، تم تشكيل الهيئة العربية لتأهيل واعتماد المهندسين العرب على مستوى الوطن العربي، والتي انبثقت عنها لجان محلية في معظم الدول العربية الأعضاء في الاتحاد. وكان هدفها الرئيس وضع هيكلية متكاملة للتأهيل والاعتماد المهني من خلال نظام خاص بذلك يحدد معايير مزاولة المهنة وفقاً للكفاءة والتميز الهندسي، وضمن سياسة موحدة للاعتماد المهني للهيئات الهندسية في الوطن العربي، مما يساعد برفع مستوى مهنة الهندسة والممارسة المهنية للمهندسين، وذلك من خلال برامج للتدريب والتأهيل الهندسي الذي تهدف لزيادة القدرة التنافسية للمهندسين العرب في سوق العمل المحلي والإقليمي، ويميز المهندسين من حيث الصلاحيات والمسؤوليات المهنية في القطاعات المختلفة وفق المراتب الممنوحة لهم، وكذلك يسهل عملية انتقال العمالة الهندسية بين المهندسين في الوطن العربي.
وألقى الأستاذ الدكتور عادل الحديثي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب كلمة ركز فيها على الدعم المستمر لجمعية المهندسين العمانية لأنشطة الاتحاد: حيث ثمن دور الجمعية الرائد في دعم الكفاءات، وتعزيز الابتكار، ورفع مستوى الممارسات المهنية. وكذلك علاقة الاعتماد المهني في الدول العربية، بالهيئة العربية للاعتماد المهني، موضحا أن الهيئة شُكلت بهدف وضع هيكلية متكاملة للتأهيل والاعتماد المهني، ووضع سياسة موحدة للاعتماد المهني للهيئات الهندسية في الوطن العربي، ذاكرا أن الحفل الثمانين لتأسيس الاتحاد سوف يكون في ١٢ مايو من العام القادم مشيرا إلى أهمية هذا الاحتفال في مسيرة الاتحاد.
وتحدث الدكتور المهندس صادق المسقطي، عضو استشاري بجمعية المهندسين العمانية، في ورقته التي حملت عنوان “علاقة التأهيل والاعتماد المهني بالارتقاء بممارسة المهنة الهندسية: أفضل الممارسات” مستعرضا التجارب العالمية في الاعتماد المهني الهندسي، مثل كندا وأستراليا، والتجارب العربية في المملكة العربية السعودية، وذكر أن الجمعية قد أبلغت اتحاد المهندسين العرب بـ الإطار المهني للكفاءات الهندسية في بريطانيا لترجمته والعمل به، مختتما حديثه بموافقة الاتحاد على تكوين الرابطة العربية للاعتماد الاحترافي الهندسي.
وشمل اليوم الأول عدة أوراق عمل تناولت نظام التأهيل والاعتماد المهني للمهندسين في الأردن، قدمها المهندس رائد الشربجي رئيس الهيئة العربية للتأهيل والاعتماد المهني، والإطار التشريعي ودور نقابة المهندسين المصرية في ضبط منظومة المهنة، قدمها المهندس السيد حسن أحمد عبد الرحمن من جمهورية مصر العربية، وتمكين المهندسين في سلطنة عمان: الدور الاستراتيجي لجمعية المهندسين العمانية في التطوير المهني وبناء القدرات، قدمتها شيماء طارق من جمعية المهندسين العمانية.



